تواصل الشرطة الإسرائيلية، مساء الجمعة 7 مايو/أيار 2021، انتهاكاتها بحق المصلين داخل المسجد الأقصى المبارك، حيث أطلقت قنابل الغاز وقنابل الصوت ضد المحاصرين داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، رغم وجود أطفال بينهم، فضلاً عن قيامها بإغلاق أبواب "المصلى القبلي" بالسلاسل والجنازير.
فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان، قولهم إن القوات الإسرائيلية أطلقت كذلك قنابل الصوت على نساء قبالة مصلى قبة الصخرة وداخل المسجد الأقصى، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلا أن قوات الاحتلال تحاول، وفق الشهود، إفراغ "الأقصى" من المصلين، حيث أمرتهم بالخروج عبر مكبرات الصوت، كما فصلت سماعات المسجد القبلي عن باقي سماعات المسجد.
و"المصلى القِبْلي" أو "الجامع القبلي" جزء من المسجد الأقصى ومَعلم من معالمه، وهو المبنى المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية، ويقع جنوبه تجاه القبلة.
إصابات بالرصاص المطاطي وحالات اختناق
حيث قال الشهود: "ما زالت القوات الإسرائيلية تواصل اعتداءاتها على المصلين داخل المسجد والتي بدأت بعد وقت الإفطار بفترة قصيرة".
إلى ذلك، أكد صحفيون موجودون بالمكان أن الإصابات بالرصاص المطاطي وحالات الاختناق، من جرّاء قنابل الغاز المسيل للدموع بالمئات، وأفادوا بأن بين المصابين صحفيين ومصورين.
في المقابل قالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، إن "6 من عناصر الشرطة الإسرائيلية أصيبوا خلال المواجهات، وُصفت جروح أحدهم بالمتوسطة"، مضيفة: "الإصابات جاءت، من جرّاء إطلاق الشبان الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الفارغة نحو القوات الإسرائيلية".
الهجوم الإسرائيلي على آلاف المصلين
يشار إلى أن تلك الاعتداءات جاءت عقب هجوم القوات الإسرائيلية على آلاف المصلين داخل المسجد الأقصى، بإطلاق الرصاص المطاطي وإلقاء قنابل الغاز والصوت تجاههم واعتدت عليهم بالضرب، وفق شهود عيان.
جاء ذلك عقب ترديد بعض الشبان هتافات ضد الاحتلال، بحسب الشهود الذين قالوا إن "قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة تجاه باحات الأقصى؛ لقمع المصلين"، مشيرين إلى أنها "اعتقلت عشرات الفلسطينيين".
كما شهدت مناطق أخرى وسط مدينة القدس، وفق شهود عيان، مواجهات بين قوات إسرائيلية وشبان فلسطينيين، أبرزها؛ "باب العامود" و"الشيخ جراح" و"باب حطة".
بحسب الشهود، "أصيب شابان بالرصاص المطاطي في حيّ الشيخ جراح، تمت معالجتهما ميدانياً".
ارتفاع عدد الإصابات
إلى ذلك، ارتفع عدد المصابين من جرّاء اعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى بمدينة القدس، الجمعة، إلى 53 بالرصاص المطاطي، إضافة لعشرات بحالات اختناق.
حيث ذكرت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" (غير حكومية)، في بيان مقتضب، أن "عدد الإصابات بالرصاص المطاطي، من جراء اعتداء قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى، ارتفع إلى 53″، مشيرة إلى أنه "تم نقل 23 إصابة إلى المستشفيات، فيما جرى علاج الآخرين ميدانياً"، وأوضحت أن أغلب الإصابات "تركزت على العين والوجه والرأس".
يشار إلى أنه منذ بداية شهر رمضان، يحتج الشبان الفلسطينيون على منعهم من الجلوس على مدرج "باب العامود"، ما فجّر مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية.
أما حيّ "الشيخ جراح" فيشهد منذ أكثر من 10 أيام، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين، ومتضامنين معهم.
فيما يحتج الفلسطينيون في الحي على قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية بإجلاء عائلات فلسطينية من المنازل التي شيدتها عام 1956.
إلا أن جمعيات استيطانية إسرائيلية تزعم أن المنازل أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل عام 1948.
غضب متزايد
كان من المقرر أن تصدر المحكمة العليا الإسرائيلية، الخميس، قراراً نهائياً بخصوص إجلاء 4 عائلات فلسطينية من الحي لصالح مستوطنين يدّعون ملكيتهم للأرض، إلا أنها أعلنت عقد جلسة جديدة، الإثنين القادم.
حتى اليوم، تلقت 12 عائلة فلسطينية بالحي قرارات بالإخلاء، صدرت عن محكمتي الصلح و"المركزية" الإسرائيليتين.
يأتي ذلك في ظل الغضب المتزايد إزاء السعي الإسرائيلي لطرد وتهجير عائلات فلسطينية من ديارها بحيّ "الشيخ جراح" في مدينة القدس المحتلة.