قال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانجيري، السبت 1 مايو/أيار 2021، إنه يعتقد أن "إسرائيل والسعودية" تقفان وراء تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، أثار جدلاً واسعاً في البلاد.
إذ نشرت وسائل إعلام خارج إيران ملفاً صوتياً يتحدث فيه جواد ظريف عن الجنرال سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وعن العلاقة بين الدبلوماسية والعسكر الذين يمثلهم الحرس الثوري وسليماني، الذي قتل في ضربة صاروخية أمريكية قرب مطار بغداد مطلع العام الماضي.
تسريبات ظريف في وقت حساس
في تصريحات أدلى بها، لموقع "انتخاب" الإيراني، قال إسحاق جهانجيري، إن نشر التسجيل الخاص بجواد ظريف يأتي في وقت "حساس"، تنعقد فيه محادثات الاتفاق النووي بصورة فعالة في فيينا، بين طهران ودول الغرب، ما يثير الشبهة حول المستفيد الحقيقي من هذه التسريبات.
كما أوضح قائلاً: "أعتقد أن هناك مؤامرة إسرائيلية سعودية وراء قضية التسجيلات".
المسؤول الإيراني أضاف أن الرئيس حسن روحاني أعطى تعليمات لأجهزة المخابرات لمتابعة الموضوع، والتحقيق بدقة لمعرفة كيفية وصول هذا التسجيل إلى وسائل الإعلام السعودية.
فقد أثار التسجيل الصوتي المسرب لجواد ظريف، في وقت سابق، الإثنين 26 أبريل/نيسان الماضي، جدلاً واسعاً في البلاد؛ ما جعل وزارة الخارجية تعتبره مجرد "مواقف شخصية".
كما أثارت التصريحات المسربة انتقادات محافظين، لاسيما أنها طالت سليماني، الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة، خصوصاً بعد اغتياله بضربة جوية أمريكية العام الماضي.
ماذا جاء في التسجيل المسرب؟
تحدّث جواد ظريف في التسجيل الذي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقتطفات منه، عن قضايا عدة، أبرزها الدور الواسع لقاسم سليماني، القائد السابق لقوة القدس في الحرس الثوري، في السياسة الإيرانية.
كما أشار خلال التسجيل إلى أن سليماني "عمل عن قرب مع روسيا لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي، الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015″، بعد مفاوضات شاقة كان ظريف أبرز ممثل لإيران فيها.
كما جاء في التسجيل قول ظريف إن "العسكرية في إيران هي التي تحكم"، مضيفاً: "لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، وهيكلية وزارة الخارجية هي ذات توجه أمني غالباً".
غضب إيراني من ظريف
في مؤتمر صحفي الإثنين، 26 أبريل/نيسان، قال متحدث الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن التسريب "صحيح، وإنه حوار ضمن اللقاءات الروتينية في إطار الحكومة"، لكنه شدد على أن التسريب "رأي شخصي" لظريف، مشيراً أن ما نشر هو "ثلاث ساعات ونصف الساعة" من حديث امتد "سبع ساعات".
بينما قال المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، إن الرئيس حسن روحاني أوعز إلى جهاز الاستخبارات بتحديد الشخص الذي سرّب التسجيل الصوتي لظريف، وأضاف ربيعي في مؤتمر صحفي افتراضي عقده الثلاثاء، في طهران، أنه من المقرر مشاركة الرأي العام التسجيل المكتوب والمسموع للمقابلة التي اقتطع منها الجزء المسرب، عقب انتهاء إجراءات أرشفته في مكتب مجلس الوزراء.
ربيعي أوضح أن التسجيل الصوتي المذكور قد "سرق"، واصفاً الأمر بـ"المؤامرة المحاكة ضد الشعب الإيراني".
على الجانب الآخر، أو بمعنى أدق تيار المتشددين في إيران، ركّز الهجوم اللاذع الذي شنته الصحف المحسوبة على ذلك التيار على تصريحات جواد ظريف نفسها وانتقاداته اللاذعة لسليماني، دون التوقف عند توقيت التسريب نفسه كما فعلت الصحف المحسوبة على التيار الذي يمثله ظريف وروحاني، والذي يوصف بالمعتدل أو الإصلاحي.