أبدى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، انزعاجه الشديد، الجمعة 30 أبريل/نيسان 2021، من حالة الشماتة التي ظهرت في منصات التواصل الاجتماعي من حسابات عربية بعد مقتل 44 مستوطناً يهودياَ في حادث خلال تجمع ديني بإسرائيل.
أدرعي نشر على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك منشوراً مصحوباً بصورة، داعياً فيه "الشامتين" إلى أن يتقوا الله في شهر رمضان، مطالباً إياهم بعدم "تعييرهم بالمصيبة".
كما استشهد أفيخاي ببيت من الشعر العربي الأموي، وينسب للفرزدق الذي قال إنه نقله عن خاله العلاء بن قرظة الضبي:
إذا ما الدهر جر على أناس.. حوادثه أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا.. سيلقى الشامتون ما لقينا
وختم أفيخاي كلامه بالقول: "نكتفي بالقول حسبي الله ونعم الوكيل بالساخرين، فهو وحده الشاهد على سوء النية، ونسلم بمشيئته".
جاءت ردة فعل أفيخاي بعد العديد من التعليقات، التي جاءت على منصات التواصل الاجتماعي، حملت طابع الشماتة.
فقال المغرد عثمان المختار الذي يعرف نفسه على حسابه بموقع تويتر بأنه صحفي عراقي: "أن تبدأ يومك بأخبار طيبة بهلاك عشرات الصهاينة في فلسطين يستدعي أن تحمد الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته الحمد لله وجمعة مباركة".
أما المغرد أحمد م. ياسين، فقد برر هذه الحالة بالقول: "معيار التعاطف مع ما جرى في جبل الجرمق سهل، لنعكس الصورة، لو حصلت الحادثة في بلدنا كيف كان الإسرائيلي ليتفاعل معها؟ اسألوا أبناء قانا، دير ياسين، صبرا وشاتيلا، حولا ومئات القرى وسيجيبونكم عن المعايير الإنسانية التي يعتمدها الإسرائيلي، جيشاً وشعباً ولو أنهم واحد".
لكن في المقابل، كان لبعض المغردين موقف معاكس لذلك، فقال عبدالواحد عاشور، وهو صحفي مصري ليبرالي كما يعرف نفسه على حسابه الرسمي بموقع تويتر: "الشماتة في ميت ووصف البعض لذلك بـ"النفوق"، وهو ما يطلق على"الحيوان" ليست من أخلاق الإسلام ولا الإنسانية، فالحوادث ليس لها علاقة بالإيمان والعقيدة".
كما كان لمغردين الآخرين نفس الموقف من هذا الحادث:
يأتي هذا الجدل، في وقت تصدّر حادث مقتل 44 إسرائيلياً، وإصابة أكثر من 100 آخرين، اهتمامات الشارع ووسائل الإعلام الإسرائيلية، التي وصفت ما جرى بأنه "صدمة وكارثة فظيعة".
هيئة البث الإسرائيلية قالت إن الضحايا سقطوا "في حادث تدافع وتزاحم خلال الاحتفالات بعيد الشعلة (لاغ باعومير) التي أقيمت في باحة ضريح الحاخام شمعون بار يوحاي في قرية ميرون، قرب صفد، بعد منتصف الليلة الماضية، وشارك فيها حوالي مئة ألف شخص".
وأضافت: "يبدو أن حالات الوفاة سُجلت نتيجة الاختناق أو السحق تحت الأقدام خلال التدافع".