بات الشيخ المصري عبدالرحيم جبريل، أكثر الأسماء تداولاً بخصوص قائمة الأشخاص الذين تم إعدامهم من طرف السلطات المصرية، فيما بات يعرف إعلامياً بقضية "اقتحام قسم شرطة كرداسة"، فالرجل ليس سوى مدرس القرآن الشهير في منطقة كرداسة، وأحد أبطال حرب أكتوبر، بينما ذهبت مؤسسات حقوقية إلى اعتباره أكبر معتقل سياسي في العالم، إذ يبلغ من العمر 81 سنة.
أمس الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021، قالت منظمة نحن نسجل، إن وزارة الداخلية المصرية قامت بتنفيذ حكم الإعدام بحق 17 متهماً في القضية رقم 12749 لسنة 2013 جنايات الجيزة والمعروفة إعلامياً باسم "اقتحام قسم شرطة كرداسة"، وفي نهار شهر رمضان.
من هو الشيخ جبريل؟
أطلق الشيخ أولى صرخاته في السابق من شهر أغسطس/آب 1940، وقد اشتهر بكونه أتم حفظ القرآن الكريم وسنه لم يتجاوز بعد 8 سنوات، قبل أن يتسلم المشعل ويعلم القرآن لأجيال عديدة في منطقة كرداسة.
الشيخ جبريل، تعلم اللغة الإنجليزية وضبطها في سن مبكرة، قبل أن يرحل إلى ألمانيا في فترة من الفترات، من أجل نشر الدين الإسلامي الحنيف، وحسب مقربين منه، فقد أسلم على يده العشرات في الديار الأوربية.
مسار هذا الشيخ الشهير، لم يكن في العلم وتدريس القرآن الكريم، والدعوة فقط، بل إن حياته زاخرة ببطولات الأبطال، وتألق في ساحات المعركة أيضاً، إذ شارك في حرب اليمن وحرب 67، بالإضافة إلى حرب أكتوبر عام 1973.
وبعد الانتهاء من خدمته العسكرية التي أمضاها في أصعب الظروف، التحق الشيخ الراحل بالعمل بوزارة الإعلام في مبنى ماسبيرو، حيث اشتغل كفني في مجال التبريد والتكييف.
اعتقال قسري وظروف اعتقال كارثية
حسب منظمة "نحن نسجل"، فإن القوات المصرية اعتقلت الشيخ عبدالجليل حبريل، من منزله، لكونه واحداً من أبرز رموز منطقة كرداسة، في محافظة الجيزة، بعد حادث اقتحام مقر الشرطة، وذلك على الرغم من عدم توفرها على أي دليل يدينه، كما أن العديد من المصادر والتنظيمات فندت بشكل تام أي صلة له بالواقعة.
الشيخ تم إخراجه بالقوة من منزله بعد أن اقتحمته القوات الأمنية وكسرت كل أثاثه، كما أنه لم يكن هارباً، بحكم أنه لم تكن له أي صلة بالأحداث.
وفق المنظمة نفسها، فقد تم "الزج به في القضية رقم 12749 لسنة 2013 جنايات الجيزة المعروفة إعلامياً بـ(اقتحام قسم شرطة كرداسة)".
وكشفت المنصة، أيضاً أن النيابة قامت "بالتحقيق معه داخل معسكر قوات الأمن بالمخالفة للقانون ولم يتم توفير معايير المحاكمة العادلة له".
كما أنه عانى من ظروف اعتقال صعبة للغاية، بعد أن تم وضعه إلى جانب المعتقلين الآخرين في عنبر الإعدام، في مساحة ضيقة ولا يسمح لهم بالخروج إلى لدقائق قليلة، كما أنه لا يتوفر لا على ماء ولا مرحاض ولا تهوية.
محاكمة تفتقر لأدنى معايير العدالة
هذا ما أكدته منظمة "نحن نسجل" العالمية، وشدد عليه في أكثر من مناسبة محامي الشيخ الرحل، والذي شدد في العديد من المناسبات على أن المحاكمة ارتكزت على تحريات الأمن الوطني، والتي شابها "الكثير من اللبس"، حسب تعبيره.
بينما تجاهلت النيابة المصرية، نداءات العديد من رموز وسكان المنطقة الذين راسلوا السلطات في رسائل موثقة وموقعة، يؤكدون فيها تورط الشيخ في التحريض على اقتحام مقر الشرطة، كما أنه طيلة أطوار المحاكمة، لم يتم الكشف عن أي دليل يثبت ذلك.
يذكر أنه إلى جانب الشيخ عبدالرحيم جبريل، تم إعدام كل من عبدالله عبدالقوي، أحمد العياط، أحمد عويس حمودة، مصطفى القرفش، وليد سعد أبوعميرة.
يشار إلى أن القضية تعود إلى 19سبتمبر/أيلول 2013، عقب اقتحام قوات من الشرطة والجيش المصري مدينة كرداسة، غربي القاهرة، لضبط عدد من المتهمين في "قضايا عنف".
أسفرت العملية عن مقتل اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة حينها، وإصابة 9 عناصر من الجيش والشرطة، واتهمت النيابة 23 شخصاً بينهم 12 حضورياً بقتل فراج والشروع في قتل شرطيين وحيازة أسلحة، وهي تهم نفاها المتهمون.