أعلن بريان ديس، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الأخير سيقترح زيادة الضريبة على مكاسب الأشخاص الأكثر ثراء، وذلك من أجل دفع تكاليف خطّته الجديدة لمساعدة العائلات الأمريكيّة.
ديس أشار إلى أن زيادة الضرائب هذه جزء من إصلاح ضريبي يهدف إلى "مكافأة العمل وليس الثروة فقط"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021.
كذلك لفت ديس إلى أنّ المشروع الإصلاحيّ هذا، الذي يُتوقّع أن يؤدّي إلى معركة مريرة في الكونغرس، يتعلّق فقط بدافعي الضرائب الذين يكسبون أكثر من مليون دولار في السنة.
في هذا الصدد، قال ديس إنّ 0,3% فقط من دافعي الضرائب، أي نحو 500 ألف أسرة معنيّة بهذا المشروع، وشدّد على أنّه بالنسبة إلى 997 عائلة من بين 1000، "لن يكون لهذا التغيير أيّ تأثير".
وفقاً للعديد من وسائل الإعلام الأمريكية، يمكن مضاعفة معدل الضريبة تقريباً من 20 إلى 39,6%.
يهدف هذا الإصلاح الضريبي إلى تمويل "خطة العائلات الأمريكية" التي تركز على الطفولة والأسرة والصحة، والتي من المقرر أن يحدد بايدن خطوطها العريضة مساء يوم الأربعاء المقبل خلال خطابه الأول أمام الكونغرس.
الحكومات تعوّل على الضرائب
تمثل الضرائب أهم مصدر لدخل الحكومات، إذ تجمع نصف الدول أكثر من 80% من دخلها من الضرائب، وفي جميع الدول تقريباً لا تقل النسبة عن 50%، لكن يتفاوت تحصيل الضرائب والقوانين المنظِّمة لها، بدرجة كبيرة بين دولة وأخرى.
بحسب تقارير المركز الدولي للضريبة والتنمية، يعتبر نمو الحكومات ومدى ما يمكنها جمعه من مواطنيها من ضرائب أبرز السمات الاقتصادية على مدى القرنين الماضيين، كما تكشف البيانات على المدى الطويل أن عملية التنمية شهدت قيام الدول برفع مستويات الضرائب.
في الوقت نفسه تغيرت أنماط فرض الضرائب لتركز أكثر على قاعدةٍ أكبر من المواطنين مقابل تخفيضها للفئة الأصغر من الأغنياء وأصحاب الأعمال.
كانت مجموعة تضم 83 شخصاً من أغنى أغنياء العالم قد دعت الحكومات في يوليو/تموز 2020، إلى زيادة الضرائب بشكل دائم عليهم وعلى أفراد النُّخب الثرية الأخرى، للمساعدة في دفع تكاليف التعافي الاقتصادي من جائحة "كوفيد 19".
الأعضاء الأثرياء، ومن ضمنهم المؤسس المشارك لآيس كريم "بن آند جيري" جيري غرينفيلد، ووريثة شركة "والت ديزني" أبيجيل ديزني، قالوا وفق صحيفة The Guardian البريطانية: ندعو "حكوماتنا إلى زيادة الضرائب على أشخاص مثلنا. فوراً، بشكل أساسي، ودائماً".
المجموعة حذَّرت أيضاً من أن التداعيات الاقتصادية لأزمة الفيروس التاجي المُستجد "ستستمر لعقود"، وقالوا إنه يمكن أن "تدفع نصف مليار شخص إضافي نحو الفقر".
ويُصنّف أكثر من 500 ألف شخص في العالم على أنهم "فائقو الثراء" بامتلاكهم ثروات تزيد على 30 مليون دولار (26.5 مليون جنيه إسترليني)، وهو الأمر الذي يعني أن هناك أشخاصاً أثرياء للغاية في جميع أنحاء العالم أكثر من عدد سكان آيسلندا أو مالطا أو بليز.