واجه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021، ضغوطاً متصاعدة، حيث عززت شخصيات بارزة في حزب المحافظين المزاعم بأن جونسون قال إنه يفضل تكدس الجثث بأعداد كبيرة على إصدار أمر بإغلاق جديد كإجراء وقائي لتفشي كورونا.
كان جونسون وكبار الوزراء قد نفوا بشكل قاطع في مواجهة غضب أقارب الضحايا، قوله: "لا مزيد من الإغلاقات اللعينة، ولتتكدس الجثث بالآلاف"، بعد موافقته على مضض على إغلاق جديد على مستوى إنجلترا أواخر العام الماضي، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية.
نُشرت تصريحات جونسون المزعومة لأول مرة في صحيفة Daily Mail، ويُفترض أنه أدلى بها بعد أشهر من توصية علماء المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ Sage بذلك، للحد من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، ويبدو أنه نبّه إلى أنه لن يوافق مرة أخرى على إغلاق آخر على مستوى البلاد.
من جانبها، أشارت شبكة ITV إلى مصادر قالت إن تصريحات "لتتكدس الجثث بالآلاف" خرجت من أحد مكاتب داونينغ ستريت، بعد اجتماع مهم مع الوزراء، وليس خلال الاجتماع.
وفي حديثه مع صحيفة The Guardian، أكد مصدر صحة هذه الرواية ولمَّح إلى أن هذه التصريحات سمعها عدد قليل من الأشخاص خارج مكتب جونسون.
مصدر ثانٍ لم يسمع بهذه التصريحات مباشرة، قال إن "أحاديث" دارت عنها في داونينغ ستريت العام الماضي، رغم أن العبارة التي تذكّرها المصدر بوضوح كانت "لا مزيد من الإغلاقات.. بغض النظر عن العواقب".
جونسون مُطالَب بالاستقالة
وسط الغضب المتفاقم إزاء هذه التصريحات المزعومة، قالت نائبة زعيم حزب العمال، أنجيلا راينر: "لقد أهان جونسون المنصب الذي يشغله بتصرفاته البغيضة. لكن الاستخاف بأكثر من 127 ألف حالة وفاة حدثت في عهده ثم محاولة التستر عليها مستوى جديد من التدني. ولا بد أن ينتهي هذا الآن".
من جانبه، قال الحزب الوطني الأسكتلندي إنه يتعين على رئيس الوزراء تقديم استقالته إذا ثبت أنه أدلى بهذه التصريحات.
أما أعضاء مجموعة Covid-19 Bereaved Families for Justice فيرون أن هذه التصريحات المزعومة "صفعة في وجه جميع عائلات الضحايا"، وفاقمت من غضبهم إزاء مزاعم الحكومة بأنها ستكون منشغلة لأشهر ولن تتمكن من فتح تحقيق عام في الطريقة التي تعاملت بها المملكة المتحدة مع الجائحة.
المجموعة أضافت أن "تصريحات جونسون القاسية ستُسبب أذى لا يوصف للآلاف منا"، لافتةً إلى أنه على الرغم من تقديمهم 7 طلبات للقائه، رفض جونسون مقابلتهم.
علاوة على ذلك، لجأ العشرات من أفراد عائلات الضحايا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور وذكريات أحبائهم الذين لقوا حتفهم وقالوا إنهم "ليسوا جثثاً".
قالت العائلات: "هذه "الجثث" كانت من نحبهم. أمهات وآباء وبنات وبنون وإخوة وأخوات وأجداد وأزواج وزوجات. ومن فقدوا أحباءهم يحاولون بالفعل التكيف مع امتهان الكرامة الذي عومل به العديد من أحبائهم بعد وفاتهم".
تساءل أهالي الضحايا: "هل كثير علينا أن نطلب أن يبدي رئيس الوزراء تعاطفه واحترامه لمصابنا؟ وهذا تحديداً يؤكد أهمية إجراء تحقيق عاجل لفهم القرارات والاعتبارات التي تختارها الحكومة لتحمي من نحبهم".
أما جونسون فقال إن الإشارات إلى أنه أدلى بهذه التصريحات المتعلقة بتكدس الجثث "محض هراء". وأضاف: "ما أؤمن به يقيناً أن هذا البلد أدى مهمته على أكمل وجه بفرض الإغلاقات. وقد كانت غاية في الصعوبة. وكانت شديدة الصعوبة على الناس. ولا شك في ذلك".
كذلك نفى المتحدث الرسمي باسم جونسون هذه المزاعم في حديثه للصحفيين أيضاً وقال: "هذا لم يحدث، وقد نفى قوله ذلك".