بينما ذكرت تقارير محلية وغربية أن هناك توجهاً نحو تأجيل الانتخابات الفلسطينية بسبب منع إسرائيل مشاركة فلسطينيي القدس، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب أوضحت لأول مرة أنها "لن تمنع الانتخابات الفلسطينية وأنها تعتبرها مسألة داخلية".
ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية يأتي بعد ساعات من تأكيد مسؤولين مصريين لصحيفة Independent البريطانية، الثلاثاء 27 أبريل/نيسان 2021، أنَّ السلطة الوطنية الفلسطينية تخطط لإلغاء أول انتخابات تجريها منذ 15 عاماً.
موقف إسرائيل من الانتخابات الفلسطينية
صحيفة "إسرائيل اليوم" قالت: "لأول مرة إسرائيل توضح أنها لن تمنع الانتخابات الفلسطينية… وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت لسفراء أوروبيين اليوم: انتخابات السلطة مسألة داخلية فلسطينية ولا تنوي إسرائيل التدخل فيها ومنعها".
كما أوضحت الصحيفة أن رئيس الشعبة السياسية بوزارة الخارجية، ألون بار، التقى صباح الثلاثاء بـ 13 سفيراً أوروبياً وأخبرهم بأن إسرائيل اتخذت قراراً بعدم التطرق إلى الانتخابات الفلسطينية بأي حال من الأحوال، وبالتالي السماح لأبومازن باتخاذ القرارات بنفسه، وقال: "لا تدعموا اتهامات أبومازن".
كما دعا "بار" السفراء إلى عدم "الانضمام للاتهامات التي يطلقها عباس بهذا الخصوص"، وفق ما ذكره موقع "والا" الإسرائيلي.
توجُّه نحو تأجيل الانتخابات الفلسطينية
قالت صحيفة Independent البريطانية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين مصريين، إنَّ السلطة الوطنية الفلسطينية تخطط لإلغاء أول انتخابات تجريها منذ 15 عاماً؛ مُرجعِين السبب في ذلك إلى رفض إسرائيل السماح بالتصويت في القدس الشرقية.
من شأن هذا القرار منح إسرائيل حق النقض على عقد الانتخابات، على الرغم من أنَّ الرئيس محمود عباس قد يستفيد أيضاً من إلغاء اقتراع، يُتوقَع أن يخسر فيه حزبه المتصدع "فتح" النفوذ والسلطة لصالح "حركة حماس".
دبلوماسي ومسؤول استخباراتي مصريان قالا إنهما أحيطا بالقرار، الذي سيُعلَن يوم الخميس المقبل 29 أبريل/نيسان 2021، خلال اجتماع الفصائل الفلسطينية، وأضافا أنَّ مصر تخوض مناقشات حالياً مع إسرائيل للوصول لتسوية بشأن السماح بعقد الاقتراع، لكن هذه الجهود فشلت حتى الآن.
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المصدرين المصريين تحدثا إليها، لكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتهما، لأنهما يناقشان محادثات سرية.
المسؤول الاستخباراتي كشف أنَّ "حماس" ترغب في المضي قدماً بإجراء الانتخابات، لكن الفصائل الأخرى لا ترغب في إجرائها دون ضمانات من الاجتماع الدولي أنها ستُعقَد في القدس الشرقية، وقال إنَّ الفصائل الفلسطينية تناقش تشكيل حكومة وحدة وطنية، في المقابل، ستضم جماعة حماس.
حماس تحذِّر من التأجيل
من جهته، قال قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الثلاثاء، إن حركته ترفض "تأجيل الانتخابات الفلسطينية".
جمال الطويل، القيادي البارز في الحركة، قال إن "قرار التأجيل –إن حصل- هو قرار خطير، ومرفوض ويشكّل استمراراً للعبث بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني".
أضاف الطويل في حوار لوكالة الأناضول، من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، أن إجراء الانتخابات في القدس "ضرورة، وممكن فنياً وسياسياً".
بينما تسود تقديرات بأن القيادة الفلسطينية سوف تقرر، يوم الخميس القادم، تأجيل الانتخابات التشريعية، بسبب عدم الرد الإسرائيلي على طلب إجرائها في مدينة القدس.
لكن صحيفة القدس الفلسطينية نقلت، الثلاثاء، عن مصادر في السلطة الفلسطينية وصفتها بـ"المطلعة" قولها إن الانتخابات ستؤجل استجابة "لضغوط عربية وأمريكية".