قال تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية، يوم الأحد 25 أبريل 2021، إن حالات تم رصدها لنساء تعافين من كورونا يواجهن أزمة صحية لم تكن في الحسبان تتعلق بسقوط كتل من شعر رؤوسهن بشكل مفاجئ.
هيلويز بايفيلد، 26 عاماً، التي تعيش في كلافام، جنوب غرب لندن، أصيبت بأعراض كوفيد في مارس/آذار من عام 2020 وأكد اختبار الأجسام المضادة أنها أصيبت بالعدوى. ولم تصب الفتاة بالمرض بشدة ولم تحتج إلى علاج في المستشفى، لكنها عانت من "إرهاق شديد" لكنها كانت إحدى اللواتي واجهن أزمة تساقط شعر رأسها.
بقع صلعاء في الرأس
هيلويز بايفيلد وهي تفك شعرها لاحظت وجود بقعة صلعاء كبيرة على فروة رأسها في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 . وفي غضون أيام، كان شعرها الكثيف يتساقط في كتل.
الدكتور غيل ألسوب، طبيب الأسرة ومسؤول السياسة السريرية في الكلية الملكية للممارسين العامين قال تعليقاً على الواقعة: "لا نعرف سبب حدوث ذلك. عادة ما يحدث تساقط الشعر بسبب عدد من الأسباب الجسدية والنفسية".
لكن قد يكون مرتبطاً بزيادة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يُفرز استجابة للإجهاد، أو التأثيرات على إمدادات الدم. ومع ذلك، يعتقد معظم الخبراء أنه ليس نتيجة للفيروس نفسه ولكن نتيجة الإجهاد الفسيولوجي لمحاربة المرض.
علاج اضطرابات الشعر
من جانبه إيان ساليس، خبير الشعر الذي يدير 11 عيادة لعلاج اضطرابات الشعر في جميع أنحاء إنجلترا وشهد ارتفاعاً في عدد المريضات إن تساقط الشعر الناتج عن الإصابة بكوفيد هو شيء حقيقي.
أوضح أن معظم من يصبن به في الخمسينات من العمر أو أكبر، ولكن بعضهن أصغر بكثير. وأضاف أنه بينما يتأثر الرجال أيضاً بتساقط الشعر المرتبط بكوفيد، فإن النساء يتأثرن به عاطفياً بشكل خاص.
في حين أظهر استطلاع لأكثر من ألف خبير أجراه معهد علماء الشعر وأمراضه، وهو الهيئة التي تمثل المتخصصين في اضطرابات الشعر، أن 79% منهم قد شاهدوا مرضى يعانون من تساقط الشعر بعد كوفيد منذ مارس/آذار من عام 2020.
كما وجدت دراسة أخرى، نُشرت في دورية The Lancet الطبية في فبراير/شباط، أن ما يقرب من ربع المرضى الذين عانوا من مرض كوفيد لفترة طويلة يعانون من تساقط الشعر، وكانت النساء أكثر عرضة للخطر.
نوعان من الشعر
هناك نوعان من تساقط الشعر يبدو أن الوباء يتسبب فيهما. الأول، تساقط الشعر الكربي، وهو تساقط أكثر بكثير من 100 شعرة نموذجية كل يوم. النوع الثاني هو داء الثعلبة، وفيه يهاجم الجهاز المناعي البصيلات، وعادة ما يبدأ ببقعة من الشعر على فروة الرأس.
إيفا برودمان، رئيسة معهد علماء الشعر، قالت إن إحدى النظريات هي أن أجهزة المناعة قد "أُثيرت" بطريقة تجعل البصيلات تُرى على أنها أجسام غريبة وتُدمر، ما يتسبب في "تساقط شعر من بقع معينة".
قبل الوباء، كانت هناك أسابيع لم تر فيها إيفا مريضة يقل عمرها عن 30 عاماً تعاني من تساقط الشعر في أي من هذين النوعين. الآن، تقول، إن الناجيات من كوفيد اللاتي لا تتجاوز أعمارهن 19 عاماً واللاتي يعانين من تساقط الشعر أصبحن يحضرن إلى عياداتها.
كانت جاسينتا ستوت، 69 عاماً، من ويذربي، غرب يوركشاير، في المستشفى بسبب كوفيد مرتين في يناير/كانون الثاني من عام 2020 ولكن بعد تلقي العلاج بالأوكسجين تعافت بشكل جيد. ثم في مارس/آذار، لاحظت كتلاً من الشعر تتساقط أثناء الاستحمام.
آثار سلبية لإغلاق كورونا
من ناحية اخرى مكنت عمليات الإغلاق بعض المرضى من إخفاء تساقط الشعر عن الأصدقاء والعائلة، لكن هيلويز قالت إن الإغلاق جعلها أكثر خوفاً.
إذ قالت انه كان لديها المزيد من الوقت لتشعر بالقلق بشأن كيفية استجابة الناس لرؤية مظهرها يتغير بسرعة على حد وصفها وقد قصت الأسبوع الماضي شعرها المتبقي، وقالت: "قررت أنني سئمت من وجود أطوال مختلفة في كل مكان من رأسي". وأوضحت أن العامل الرئيسي كان إدراك أن "الناس يحبونني بغض النظر عن مظهري".
في المقابل لا توجد حلول سريعة لتساقط الشعر المرتبط بكوفيد. لكن الخبراء يقولون إن اليوغا وصفاء الذهن وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام والتأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم يمكن أن تساعد جميعها.