يتدرب بحارة في فرنسا على كيفية تجنب الانحشار في قناة السويس المصرية، وذلك في بحيرة فرنسية يعبرون خلالها من نقطة ضيقة أشبه بالقناة المصرية التي تمثل إحدى أهم الممرات المائية بالعالم، والتي أُغقلت الشهر الماضي بعدما جنحت سفينة عملاقة فيها.
في البحيرة الفرنسية، أعاد فرانسوا مايور بدفعة بسيطة تشغيل المحرك، وأجرى تعديلاً دقيقاً لعجلة القيادة، وهو يوجه سفينة البضائع عبر نقطة ضيقة في القناة.
تم إعداد هذه القناة لتدريب ربابنة السفن والملاحين على المناورة في قناة السويس، وهي مهارة تسلطت عليها الأضواء بعد جنوح سفينة البضائع "إيفر جيفن" في قناة السويس وسط رياح شديدة وعاصفة رملية.
أقيمت القناة بمقياس واحد على 25 من قطاع بقناة السويس الحقيقية، ويتعين على المتدربين توجيه سفينتهم عبر نماذج لسفن حاويات عملاقة دون أن تنحشر في القناة، والمنشأة الواقعة على سفوح جبال الألب مصممة بما يتيح نماذج مماثلة لبعض من أصعب المواقع في الملاحة العالمية.
مايور العضو المنتدب لمنشأة التدريب في بور ريفيل، التي بنيت حول بحيرة في شرق فرنسا، قال إن "من الصعب تدبير العواصف الرملية، لكن لدينا هبات من الريح تدفع بالسفن في اتجاه أو آخر".
أضاف مايور أن الحادث الذي وقع للسفينة "إيفر جيفن" وعطل حركة المرور في قناة السويس ستة أيام وأحدث اضطراباً في التجارة العالمية، ربما يدفع شركات للنقل البحري لإرسال موظفيها للتدريب.
ويتولى المدربون أثناء التدريب إثارة مشاكل تتعلق بتوجيه السفن، وأعطال في المحركات لمعرفة كيف سيتصرف المتدربون.
كان لإغلاق قناة السويس آثار سلبية كبيرة على حركة التجارة العالمية، وتسبب بذلك بخسائر للقناة والشركة المالكة لسفينة "إيفر غيفن"، إضافة إلى السفن التي ظلت عالقة بالقناة لأيام.
تخوض قناة السويس وشركة "إيفر غيفن" نزاعاً حول التعويضات، حيث تواجه الشركة المالكة للسفينة بتعويضات قيمتها 916 مليون دولار، وذلك كمقابل عن الأضرار التي لحقت بالقناة بسبب جنوح السفينة في مجرى القناة.