أدلى المدرب الرياضي الفرنسي كريستيان إلومبو، واحد من المشاركين في محاولة فرار الشيخة لطيفة، ابنة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأول تصريحاته منذ مشاركته فيها عام 2018، وهي العملية التي وصفها بأنها كانت "ضرباً من الخيال"، لكنه أكد على أن قراره "كان صحيحاً"، وذلك على الرغم من سجنه لفترة غير قصيرة، و"معاملته كمجرم فقط لأنه ساعد لطيفة" على حد تعبيره.
في حديث له مع وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021، يروي إلومبو تفاصيل العملية، واعتقاله في عمان ثم ترحيله إلى لوكسمبورغ، بالإضافة إلى تعرضه للتعديب، كما يتأسف على مآل الشيخة لطيفة، التي يقول عنها "إنها ما زالت غير حرة".
مغامرة أشبه بأفلام الأكشن
ربما تكون هذه القصة أشبه بمغامرات رواية تجسس انتهت باعتراض فرق خاصة المركب في عُرض البحر، وقد أمضى إلومبو جراء ذلك أشهراً عدة في السجن في سلطنة عمان ثم في لوكسمبورغ.
فيما لا يزال مصير الشيخة لطيفة غير معروف ويثير قلق الأمم المتحدة.
بموجب مخطط أعده الأمريكي الفرنسي إيرفيه جوبير غادرت الشيخة لطيفة والفنلندية تينا جوهيانين سراً الإمارات في 24 شباط/فبراير 2018.
كما التقتا في سلطنة عُمان بكريستيان إلومبو وهو صديق لجوهيانين مقيم في السلطنة واقتادهما في مركب إلى يخت استأجره إيرفيه جوبير.
وقد اعترضت فرقة خاصة هذا اليخت مطلع آذار/مارس في المياه الدولية قبالة غوا واقتيد ركابه إلى الإمارات العربية المتحدة.
كيف تم اعتقال إلومبو؟
بقي كريستيان إلومبو في عُمان بناء على نصيحة جوبير "الذي أكد لي أن المشاركين الآخرين ليسوا معرضين لأي خطر وأن رحيلهم سيثير الشبهة"، يقول الفرنسي.
بعد يومين كانت الصدمة: "فقد كان بانتظاري نحو ثلاثين شخصاً في منزلي مع خمس إلى ست سيارات شرطة وأسلحة. وشعرت أن أحدهم لا بد أن يطلق النار علي إذا أتيت حركة مباغتة. فحافظت على هدوئي".
أودع إلومبو السجن الانفرادي في عُمان واستجوب دونما هوادة حول مشاركته في "عملية خطف".
المتحدث نفسه يوضح قائلاً: "كيف يمكن خطف شخص يريد الرحيل؟ اخترت مساعدة لطيفة لأنه كان القرار الصحيح. كانت تعرف ما تريده وهي لم تختر أن تكون ابنة فلان".
لطيفة "لا تزال غير حرة"
يقول إنه تعرض "لتعذيب نفسي" وكان يتم إيقاظه في أي وقت ويهدد بأنه لن يخرج أبداً من السجون العمانية.
ويؤكد أنه لم يتلق "أي زيارة قنصلية" في حين أن شقيقته جاكي محامية الأعمال في لوكمسبورغ كانت تنشط بشكل كثيف في الكواليس. ويقول إنه بغية الصمود "كنت أتصور أفلاماً في رأسي وأحدد أهدافاً وأتدرب".
بعد شهرين طرد من عُمان فانتقل إلى لوكسمبورغ حيث سجن بُعيد وصوله. فقد أصدرت الإمارات في حقه مذكرة توقيف عبر شرطة الإنتربول. وأفرج عنه بعد أكثر من شهر إذ لم يرسل الإماراتيون خلال تلك المهلة الملف الذي يدعم مذكرة التوقيف.
كوابيس لطيفة ما زالت تطارده
بعد ثلاث سنوات على ذلك لا يزال يشعر بالمرارة جراء هذه المغامرة لا سيما إزاء الخارجية الفرنسية الغائبة، موضحاً "حتى بعد كل ذلك لم يتصل بي أحد"، فضلاً عن القضاء في لوكسمبورغ الذي سجنه في حين لم يكن ملزماً بذلك ولم يفرج عنه فوراً مع انتهاء المهلة المحددة للإمارات.
فهو لا يزال يحمل ندوب هذه القضية فهو غالباً ما يجفل عند رؤية سيارات بزجاج داكن فيما يدور حول منزله مرات عدة عندما يشعر وكأن سيارة تراقبه.
كما يؤكد أنه احتاج إلى وقت لاستئناف حياته الطبيعية واستعادة الثقة مجدداً بالآخرين. ويقول "اليوم يبدو لي كل ذلك ضرباً من الخيال. وأنا أتكلم عما حصل يحضر إلى ذاكرتي الكثير من المشاهد".
هذا الفرنسي البالغ 43 عاماً، يصر على أنه "لو كان علي أن أختار مجدداً لفعلت مجدداً ما فعلته لكن بطريقة مختلفة من دون الثقة بجاسوس مزعوم أساء التخطيط ولم يقدر العواقب… وهو الوحيد الذي تلقى المال في هذه القضية!".
كما يضيف الرجل الذي كان ملقباً بـ"كوماندو" في صغره بسبب طابعه المقدام والمغامر، "كنت سأفعل الشيء نفسه مع كل شخص قريب بدرجة كافية مثل لطيفة. لكنها للأسف لم تنل حريتها بعد".