دعت أكثر من 250 منظمة إنسانية، الثلاثاء 20 أبريل/نيسان 2021، القوى العالمية إلى تكثيف جهود المساعدات الغذائية بدرجة أكبر هذا العام، للحدِّ من آثار "الجوع والمجاعات التي ما هي إلا نتاج أعمال البشر"، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وأشارت المنظمات في رسالة مفتوحة إلى أن أكثر من 34 مليون شخص في العالم يقفون على حافة المجاعة، وذلك من ضمن ما يصل إلى 270 مليون شخص يواجهون "انعداماً حاداً في الأمن الغذائي".
التسلح يزيد من الأزمة
ولمواجهة أزمة الغذاء العالمية هذا العام، تذهب تقديرات "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة و"منظمة الأغذية والزراعة" (الفاو) إلى أن هناك حاجة إلى ما قيمته 5.5 مليار دولار على الأقل من المساعدات الغذائية والزراعية العاجلة، إلى جانب "الحاجة إلى ملايين أخرى لتوفير الرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والخدمات الأساسية الأخرى".
كما لفتت "لجنة الإنقاذ الدولية" إلى أن مبلغ 5.5 مليار دولار الذي طلبته هذه المنظمات "يعادل التكلفة التقريبية لأقل من 26 ساعة من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي، الذي يصل إلى 1.9 تريليون دولار تنفقها الدول على جيوشها كل عام"، مشيرةً في الوقت نفسه إلى واقع أنه "كلما تزايدت أعداد الجوعى ازدادت الصراعات" وتفاقمت حدَّة.
وقالت المنظمات إن تلك المساعدات مطلوبة "على الفور" لتوفير الطعام لأشخاص يعانون وطأة الجوع بالفعل، وجاء في الرسالة: "يجب على جميع البلدان المساهمة بحصتها الكاملة والعادلة، دون مزيدٍ من تحويل الموارد عن تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة الأخرى".
كما قالت المنظمات في رسالتها: "لا يمكن أن نسمح للمجاعات والموت والجوع بأن يظل لها مكان في القرن الحادي والعشرين، وسيحكم التاريخ علينا بأفعالنا ومواقفنا التي نتخذها اليوم".
من جانبها، قالت غابرييلا بوشر، المديرة التنفيذية لمنظمة "أوكسفام" الخيرية الدولية وأحد الموقعين على الرسالة: "علينا أن نواجه المنابع الأساسية للمجاعة؛ فالجوع العالمي لا يتعلق بنقص الغذاء، بل بانعدام المساواة".
فيما قالت المنظمات إنها "تتعامل كل يوم مع أشخاص يمتلكون القدرة على الإنتاج وكسب ما يكفي لإطعام أنفسهم وأسرهم، لكن ما يحدث هو أنَّ هؤلاء الأشخاص لا يتضورون جوعاً [باختيارهم]، بل يُجوَّعون".
أزمات جديدة بالإضافة إلى المجاعة
وسلَّطت المنظمات في بيانها الضوءَ على الآثار المركَّبة للنزاع وتغير المناخ وانعدام المساواة، إلى جانب أزمة جائحة كورونا، لتعرضَ واقع حالة الانعدام الحاد في الأمن الغذائي التي يعيشها كثيرون في جميع أنحاء العالم، كما انتقدت حكومات العالم لقطعها المساعدات أو تحويلها إلى وجهات أخرى خلال السنوات العديدة الماضية، على الرغم من زيادة الحاجة الملحة إلى تلك المساعدات.
وبالتزامن مع ذلك، أصدرت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، ومنظمات إنسانية أخرى، بياناً سلَّطت فيه الضوء على واقع أنه رغم أن الأمم المتحدة كانت حذَّرت قبل عام واحد بالضبط من "مجاعات ذات أبعاد كارثية"، فإن التمويل الذي قدَّمه زعماء العالم لم يتجاوز ما نسبته 5% فقط من إجمالي إسهامات بقيمة 7.8 مليار دولار، نادت بها الأمم المتحدة لتحقيق الأمن الغذائي العالمي لعام 2021.
"ستُزهق الأرواح"
بالإضافة إلى ذلك، قالت المنظمة في رسالتها: "نشارك كل يوم قصصاً وأدلة تُثبت القدر المتزايد من معاناة الجوع والمجاعات والعجز عن تلبية الاحتياجات الإنسانية، لكن لا شيء من ذلك أدَّى إلى اتخاذ أي إجراءات عاجلة أو تقديم تمويل كافٍ".
وشدَّدت المنظمات على أن "اتساع الفجوة بين الاحتياجات الهائلة والمساعدات المحدودة التي يمكن لها تقديمها يُهدد بالقضاء على أي أمل باقٍ، لذلك لا يمكن أن نترك الأمور تنحدر إلى ضياع كلِّ أمل باق".
في غضون ذلك، أصدر المجلس الدولي للوكالات التطوعية (ICVA)، وهو تحالف يضم 100 منظمة غير حكومية تعمل في 160 دولة، بياناً أرفقه برسالة المنظمات، وشدَّد فيه على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات أخرى إلى جانب التمويل وتقديم المساعدات.
وأوضحت الوكالات أن "التمويل وحده ليس كافياً، إذ يجب اتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء النزاعات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها. ويتطلب الوضع تصرفاً عاجلاً، على نطاق لا نشهده حتى الآن بوضوح، إلا أنه إذا لم يُتَّخذ إجراء عاجل فسوف تُزهق مزيد من الأرواح".