قالت محامية تمثل عدة مقاطعات في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، الإثنين 19 أبريل/نيسان 2021، إن 4 شركات أدوية أسهمت بانتشار وباء المواد الأفيونية في الولايات المتحدة، عن طريق التسويق المضلل لأدويتها والتقليل من مخاطر إدمان عقاقيرها.
تتهم تلك المقاطعات شركة "جونسون آند جونسون"، و"تيفا" للصناعات الدوائية، و"إندو إنترناشونال"، ووحدة "أليرجان" التابعة لشركة آبفي، بتأجيج أزمة مخدرات أسفرت عن وفاة ما يقرب من 500 ألف شخص، بجرعات زائدة من المركبات الأفيونية على مدى عقدين.
وتطالب مقاطعات سانتا كلارا، ولوس أنجلوس، وأورانج، ومدينة أوكلاند، شركات الأدوية بدفع أكثر من 50 مليار دولار للحد من الضرر العام الذي أحدثته، بالإضافة إلى فرض عقوبات عليها في حال إدانتها، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
فيدلما فيتسباتريك، وهي محامية المدعين، قالت لقاضي المحكمة العليا بمقاطعة أورانج إن القضية تتعلق "بالإرث المميت" الذي تركته الشركات، نتيجة ترويج المسكنات الأفيونية لعلاج الألم المزمن، مما أدى إلى "جبل" من الحبوب المسببة للإدمان التي أغرقت الولاية والبلاد.
أضافت فيتسباتريك: "ستظهر الدلائل أن كلاً من هذه الشركات، كلها، كانت تعلم ما سيحدث: أن مركّباتها الأفيونية ستتسبب في عبء الإدمان الساحق، وتناول جرعات زائدة والموت الذي شهدته كاليفورنيا وشعبها".
آلاف الدعاوى القضائية
من جانبهم، رد محامو الدفاع بأن عقاقير هذه الشركات لم تكن إلا جزءاً صغيراً من سوق المواد الأفيونية، وبأنه تم تحذير الأطباء من مخاطرها وبأنه لا يمكن إثبات أنها وراء الأزمة الصحية.
كولي جيمس، محامي شركة "تيفا"، قال: "لن تسمع من طبيب واحد أنه تعرض لتضليل".
وهناك أيضاً أكثر من 3300 دعوى قضائية مماثلة بشأن أزمة المواد الأفيونية على مستوى البلاد، وأحيلت دعوى واحدة فقط إلى المحكمة في قضية المركّبات الأفيونية وفازت فيها ولاية أوكلاهوما عام 2019 بحكم قضائي بقيمة 465 مليون دولار ضد "جونسون آند جونسون"، وهو قيد الاستئناف.
المواد الأفيونية هي فئة من المسكنات، بما في ذلك تلك المشتقة طبيعياً من الأفيون، مثل المورفين والهيروين، وأشباه الأفيونيات هي أدوية اصطناعية وشبه اصطناعية مماثلة مثل بيركوسيت، وفيكودين، وأوكسيكونتين وفينتانيل.
إدارة مكافحة المخدرات كانت قد قالت إن "الوفيات المفرطة نتيجة تعاطي الجرعات الزائدة، لا سيما من العقاقير الطبية والهيروين، وصلت إلى مستويات وبائية".
وعندما تسير أدوية المسكنات الأفيونية عبر دم الإنسان، وتتعلق بالمستقبلات الأفيونية في خلايا مخك، ترسل الخلايا إشارات تكبت شعورك بالألم وتزيد من مشاعر المتعة، وفقاً لما ذكره موقع "مايو كلينك".
يمكن أن يؤدي تناول المسكنات الأفيونية بجرعات قليلة إلى جعلك تشعر بالنعاس، ولكن تناولها بجرعات عالية قد يتسبب في إبطاء تنفسك وضربات قلبك، مما قد يؤدي إلى الوفاة. ويمكن أن تجعلك مشاعر المتعة الناجمة عن تناول المسكنات الأفيونية ترغب في الاستمرار في الشعور بتلك المشاعر، مما قد يؤدي إلى الإدمان.