جدَّد رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، موقف بلاده من التعبئة الثانية لسد النهضة، قائلاً إن التعبئة "ستتم في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) المقبلين"، وذلك في إصرار على الموقف الذي يُخالف رغبات دولتي السودان ومصر، اللتين هددتا من المساس بمياههما.
آبي أحمد وفي حسابه على "تويتر" قال الأحد، 18 أبريل/نيسان 2021: "ستتم التعبئة التالية (الثانية) لسد النهضة فقط خلال هطول الأمطار الغزيرة في شهري يوليو وأغسطس (المقبلين)، ما يضمن الحد من الفيضانات في السودان".
أضاف آبي أحمد أنه "قبل التعبئة الثانية ستقوم إثيوبيا بإطلاق المزيد من المياه من تخزين العام الماضي، من خلال المنافذ المنشأة حديثاً، ومشاركة المعلومات"، دون تفاصيل عن تلك الجزئية.
وكرّر رئيس الوزراء أن بلاده تعتزم تلبية احتياجاتها من بناء سد النهضة "وليس لديها أي نية لإلحاق الضرر بدول المصب"، وفق تعبيره، مضيفاً: "الأمطار الغزيرة العام الماضي مكنت من نجاح الملء الأول للسد (في يوليو/تموز 2020)".
تحذيرات من مصر والسودان
تأتي تصريحات آبي أحمد رغم تحذيرات مصر والسودان لأديس أبابا، من القيام بتعبئة السد دون التوصل إلى اتفاق مع البلدين.
وزير الخارجية المصري، سامح شكري، كان قد قال الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، إن "الخط الأحمر" الذي رسمته القاهرة في أزمة سد النهضة الإثيوبي يتمثل في "حدوث ضرر لها"، مشيراً إلى أن بلاده متمسكة بحصتها من مياه نهر النيل.
شكري أضاف أن "الملء الثاني للسد في حد ذاته إذا لم يترتب عليه ضرر فهو أمر محمود"، لكنه اعتبر أن الملء الثاني للسد "يؤكد مرة أخرى تعنت الجانب الإثيوبي، واستمراره في اتخاذ إجراءات أحادية خارج نطاق القانون الدولي والأعراف المتصلة بالأنهار الدولية العابرة للدول".
في أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا، كان السيسي قد قال في 30 مارس/آذار 2021، إن "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".
كذلك حذر السودان على لسان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني، الطاهر أبوهاجة، وقال إن "حرب المياه مع إثيوبيا قادمة إذا لم يضع العالم حداً لاستهتار النظام الإثيوبي"، مؤكداً أن "اتباع استراتيجية الصراع والتمسك بها كمنهج للنظام الإثيوبي يكشف أنه وضع الآخرين في خانة العدو منذ وقت مبكر، وهو يتعامل على هذا الأساس".
تصر أديس أبابا على ملء ثانٍ لـ"سد النهضة"، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السدّ الواقع على النيل الأزرق، وهو الرافد الرئيس لنهر النيل.
كانت إثيوبيا قد بدأت منتصف يوليو/تموز 2020 ببدء الملء الأول لسد "النهضة"، في إجراء أحادي الجانب، دون التوصل إلى اتفاق ملزم حول ذلك مع دولتي المصب (مصر والسودان).
وتتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولاً إلى اتفاق حول الملء والتشغيل يحافظ على منشآتهما المائية، واستمرار تدفق حصة كل منهما السنوية من مياه النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب، على الترتيب.