اتهمت الولايات المتحدة، الخميس 15 أبريل/نيسان 2021، روسيا بالتورط في قتل جنود أمريكيين بأفغانستان، وفق ما صرحت به المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، خلال مؤتمر صحفي.
التصريحات الأمريكية جاءت لتؤكد ما نشرته صحيفة التايمز الأمريكية، في شهر يونيو/حزيران 2020، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب عقدت اجتماعاً بخصوص المعلومات الاستخباراتية عن وحدة روسية غير رسمية منحت أموالاً لمتشددين أفغان؛ لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان.
إذ يُعتقد أن الأموال مُنحت تشجيعاً للمسلحين على ضرب القوات الأمريكية، عندما كان الرئيس ترامب يسعى إلى سحب قواته وإنهاء الحرب الأمريكية في أفغانستان.
مكافآت روسية لقتل جنود أمريكيين
المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قالت خلال مؤتمر صحفي: "تقاريرنا الاستخباراتية تؤكد تقديم روسيا مكافآت لقتل عدد من جنودنا في أفغانستان".
كما لفتت المتحدثة إلى أن دعوة بايدن إلى عقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الأشهر المقبلة، "لاتزال قائمة"، رغم الاتهام الأمريكي لروسيا، الذي جاء في أعقاب فرض الرئيس الأمريكي جو بايدن، عقوبات ضد موسكو على خلفية أنشطة سيبرانية بهدف الاختراق.
ساكي أضافت أنَّ فرض عقوبات على موسكو "ليس تصعيداً"، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه "جعل روسيا تدفع ثمن بعض التصرفات غير المقبولة" بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.
"متشددون" أفغان قتلوا الجنود
صحيفة التايمز الأمريكية قالت، الجمعة 26 يونيو/حزيران الماضي، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب عقدت اجتماعاً بخصوص المعلومات الاستخباراتية عن وحدة روسية غير رسمية منحت أموالاً لمتشددين أفغان؛ لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان.
كما أفاد مسؤول أمني -رفض الإفصاح عن اسمه- بأن البيت الأبيض ناقش فرض جملة من العقوبات على روسيا، بسبب ما يعتبره مناورات روسية تهدف إلى زعزعة منافسيها.
20 جندياً أمريكياً قُتلوا بأفغانستان في 2019، إلا أن الصحيفة لم تذكر ما إذا كان مقتل هؤلاء الضحايا له علاقة بقضية الأموال الروسية المزعومة.
ترامب اعتبر التقارير "غير جديرة بالثقة"
من جهته علَّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مساء الأحد 28 يونيو/حزيران 2020، على تقرير توصلت إليه أجهزة الاستخبارات الأمريكية يفيد بأن روسيا عرضت أموالاً على "طالبان" مقابل قتل جنود أمريكيين، إذ قال الرئيس، إن التقارير غير جديرة بالثقة، لذلك لم تُعْلمه المخابرات بها ولم تُعْلم نائبه مايك بنس.
ترامب قال في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بموقع تويتر، قائلاً: "أبلغتني المخابرات للتوّ بأنها لم تجد هذه المعلومات جديرة بالثقة، ولذلك لم تبلغني إياها أو تبلغ نائب الرئيس مايك بنس بذلك".
"طالبان" تنفي الاتهامات
في ردِّها على اتهامها بتلقِّي مكافآت من روسيا من أجل قتل جنود أمريكيين في أفغانستان، نفت حركة طالبان تلقِّيها أي مكافآت، ووصفت التقارير التي تحدثت عن ذلك بأنها كاذبة، مؤكدةً أنها "ليست مرتزقة" وعناصرها ليسوا قتلة مأجورين.
المتحدث باسم "طالبان" الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقراً له، سهيل شاهين، قال في مقابلة حصرية لموقع "themedialine"، في يوليو/تموز 2020: نحن لسنا مرتزقة لأحدهم، ولا يمكننا تصوُّر أو حتى التفكير في هذا النوع من الأفعال. نحن نقاتل من أجل حكومة إسلامية في أفغانستان".
كما أضاف أن "مثل هذه الأخبار الكاذبة يتم تداولها لتسيء إلى مصداقيتنا ولخلق الفوضى، في وقت تغادر فيه القوات الأمريكية أفغانستان وعملية السلام في طريقها". وقال: "(الإعلام) يريد إفساد عملية السلام والاستقرار في أفغانستان".
قال أيضاً: "قتالنا لم يكن حرباً بالوكالة، ولم نكن نقاتل من أجل الجبهة الشرقية أو الغربية"، وتابع: "صنعنا التاريخ، وكل العالم يعرف أنه كان صراعاً لأجل الاستقلال والحياد وتقرير المصير".
كما أكد مجاهد أيضاً، أن بعض وسائل الإعلام الغربية "تُخطئ في نسب إنجازاتنا وتحاول مساعدة العناصر المناهضة للسلام بأفغانستان". كما تعهد قائلاً: "نحن ملتزمون بتطبيق اتفاقية سلام مع الولايات المتحدة. وهذه الشائعات بلا أساس، يمكن أن تُفسد عملية السلام والاستقرار".