خطة لنظام الأسد تُعطل إيصال المساعدات لملايين المعارضين له.. أمريكا: يريد الاستئثار بها وحده

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/14 الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/14 الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش
رئيس النظام في سوريا بشار الأسد - رويترز

قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن نظام بشار الأسد يواصل عرقلة المنظمات الإنسانية عن تقديم المساعدات لملايين السوريين، الذين تتنامى أزمتهم بعد مرور عقد على الحرب في سوريا. 

تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية قدمته إلى الكونغرس، في فبراير/شباط الماضي، قال إنه في المناطق التي يسيطر عليها الحكومة، يعيق نظام الأسد مرور المساعدات من خلال فرض قيود على أذونات المرور وعقبات إدارية أخرى، وفقاً لما أوردته مجلة Foreign Policy الأمريكية، الثلاثاء 13 أبريل/نيسان 2021.

يأتي هذا التقرير في الوقت الذي تعهدت فيه إدارة بايدن بتقديم 600 مليون دولار لإعادة إعمار سوريا، في إطار حملة تقودها الأمم المتحدة لجمع ما يقرب من 10 مليارات دولار لمساعدة السوريين واللاجئين السوريين في البلدان المجاورة.

استراتيجية مدروسة

من جانبها، رأت الجماعات الحقوقية أن هذه العقبات جزء من استراتيجية مدروسة ينفذها النظام للاستفادة من هذه المساعدات لنفسه، ومعاقبة المعارضين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في إطار سعيه لتعزيز مكاسبه في الحرب.

وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت في تقريرها أن حكومة الأسد ألزمت المنظمات الإنسانية بالتعاون مع أطراف محلية، بهدف "الاستيلاء على المساعدات الإنسانية من خلال جهاز الدولة ولصالحه، على حساب منع وصول المساعدات إلى السكان دون عوائق"، لاسيما في المناطق التي استعادها النظام، إلى جانب انتهاكه المتواصل لاتفاقيات وقف إطلاق النار.

تُشير المجلة الأمريكية إلى أنه لكي تتمكن وكالات الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام يتعين عليها أن تحصل أولاً على إذن من الدولة، ولا تتمكن من الحصول عليه في كل الأحوال. 

لكن لا يقتصر الأمر فقط على تقييد أو تأخير حكومة النظام إصدار أذونات المرور لموظفي الإغاثة، ولكنها تقيد أيضاً بعض العمليات، مثل نقل الإمدادات الطبية.

تقول الخارجية الأمريكية إن وكالات الإغاثة، ومن ضمنها مجموعات تمولها أمريكا، واجهت معوقات كبيرة في المناطق التي استعادت القوات الموالية للنظام سيطرتها عليها عام 2018، ومن ضمنها محافظتا القنيطرة ودرعا في جنوب غرب البلاد.

نظام الأسد يعرقل وصول المساعدات لملايين السوريين المعارضين له – رويترز

عوائق أمام المنظمات

فعلى الرغم من أن الأمم المتحدة وجهات أخرى تمكنت من استعادة قدر ضئيل من إمكانية المرور، فالأمر يختلف من منظمة لأخرى، إذ يمنع نظام الأسد الوكالات التابعة للأمم المتحدة "من إنشاء مكاتب فرعية" لإرسال المساعدات والإمدادات إلى الجنوب.

بحسب تقرير الخارجية الأمريكية، فإن مجموعة من المنظمات غير الحكومية الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لم تتمكن من إصلاح العوائق إلا "بعد شهور من المفاوضات مع السلطات"، بينما تمكنت مجموعات أخرى من توقيع مذكرات تفاهم.

وحتى في المناطق المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قريباً من مكان تمركز حوالي 900 جندي أمريكي في البلاد، تمكن نظام الأسد من منع برنامج الغذاء العالمي من توزيع المساعدات العام الماضي لمدة شهرين تقريباً، ما أدى إلى حرمان 200 ألف شخص من المساعدات. 

كما ازداد المرور صعوبة منذ العام الماضي، بعدما فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تأمين وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر اليعربية مع العراق، وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الذخائر غير المنفجرة في دير الزور وأجزاء من حماة جعلت من الصعب أيضاً توصيل المساعدات.

أدت هذه العوائق جميعاً إلى شعور بالإحباط في الكونغرس وإدارة بايدن، إذ قال السيناتور كريس مورفي، عضو لجنة الشؤون الأجنبية: "لسنوات، تآمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظام الأسد لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها".

أضاف مورفي: "حين رفض وزير الخارجية السابق مايك بومبيو المشاركة شخصياً في تجديد قرار الأمم المتحدة، العام الماضي، استغلت روسيا الفرصة لرفع حاجزي عبور حدودين يُستخدمان لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى البلاد، وأنا سعيد لأن الوزير بلينكن أكد أن هذا سيكون أولوية قصوى في المجلس، وأن الوفد الأمريكي سيعمل مع حلفائنا لإعادة تلك المعابر الحدودية، فلا يجوز تسييس المساعدات الإنسانية، والشعب السوري يستحق الأفضل".

تحميل المزيد