حذر أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، من "عواقب" في حال وقوع "عدوان" روسي على أوكرانيا، كما عبر عن "مخاوف" واشنطن حيال التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، وذلك وفق ما نقلته وكالة "فرانس بريس" الفرنسية.
في شهر أبريل/نيسان 2014، اندلعت الحرب في منطقة دونباس، في أعقاب ثورة مؤيدة للغرب في أوكرانيا ردت عليها روسيا باحتلال شبه جزيرة القرم وضمها.
كما أوقع النزاع أكثر من 13 ألف قتيل وتسبب بنزوح حوالى 1,5 مليون نسمة، وتراجعت حدة المعارك بشكل كبير بعد توقيع اتفاقات السلام في مينسك عام 2015، لكن التسوية السياسية للنزاع لا تحرز تقدماً.
ستكون هناك عواقب
في مقابلة بثتها شبكة "إن بي سي"، قال بلينكن إن "هناك حشوداً روسية على الحدود أكثر من أي وقت منذ 2014، خلال الاجتياح الروسي الأول"، مردداً موقفاً أصدره البيت الأبيض هذا الأسبوع.
كما أشار إلى أن الرئيس جو "بايدن كان في غاية الوضوح: في حال تحركت روسيا بشكل متهور أو عدواني، ستكون هناك تكاليف، ستكون هناك عواقب" دون أن يحدد طبيعة أي رد أمريكي محتمل.
وزير الخارجية الأمريكي، الذي ناقش المسألة الجمعة في اتصال هاتفي مع نظيريه الفرنسي والألماني، أكد أن الولايات المتحدة "وحلفاءها الأوروبيين يتقاسمون المخاوف ذاتها".
هل تختبر روسيا جو بايدن؟
هذا ما ذهب إليه خبراء أوكرانيون، الذين اعتبروا أن روسيا تعتزم ممارسة الضغط على الغرب بتصعيد التوتر في منطقة دونباس، لقياس رد فعل الإدارة الأمريكية وحدود دعمها لأوكرانيا، في حين رأى خبراء روس أنه من الممكن أن ترسل روسيا قوات عسكرية إلى المنطقة، نظراً لأن أوكرانيا هي من أخلت باتفاقات "مينسك".
إذ قال الخبير العسكري الأوكراني ومنسق قسم السياسة الدولية بمركز الدراسات السياسية دينيس موساكليك إن اندلاع اشتباكات عنيفة، ممكن من ناحية المبدأ، إلا أنه ليس من المتوقع حدوثه في وقت قريب.
كما أفاد موسكاليك أن روسيا بهذه الخطوات تمارس ضغوطاً على الإدارة الأوكرانية والإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن لتختبر رد فعلها.
المتحدث نفسه، أضاف أن روسيا قد تحاول تأجيج بعض الصراعات كي تقوي موقفها عند جلوسها على طاولة المفاوضات لحل أزمة دونباس، وأنها ستكون بذلك أيضاً قد رأت حدود الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
من جانبه، وصف ميهايلو ساموس نائب مدير العلاقات الدولية بمركز دراسات الجيش ونزع السلاح بأوكرانيا، التحركات العسكرية الروسية في المناطق القريبة من الحدود الأوكرانية في الفترة الأخيرة بأنها عملية معلوماتية ونفسية في المقام الأول.
وأضاف أن روسيا تهدف إلى الضغط على أوكرانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، لدفعهم إلى تقديم بعض التنازلات بخصوص العقوبات والتجارة الخارجية وخاصة فيما يتعلق بمشروع نورد ستريم- 2 (السيل الشمالي-2).
كما أوضح ساموس أن الهدف الآخر من هذه التحركات هو حصد الأصوات بالانتخابات البرلمانية الروسية المقبلة، لافتاً إلى أن موسكو ليس لديها أي سبب حالياً لشن هجوم ضخم غير معلوم عواقبه.
الغرب ينتقد وموسكو تنفي
فقد انتقدت كييف وعدة عواصم غربية موسكو في الأيام الأخيرة لحشدها قوات على حدود أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، في وقت تجري اشتباكات دامية شبه يومية مع الانفصاليين الموالين لروسيا.
إذ تحذر أوكرانيا من أن موسكو قد تبحث عن ذريعة لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق.
فيما لم ينف الكرملين نشر تعزيزات لكنه يؤكد أنه لا يهدد أي جهة، متهماً في المقابل كييف بالقيام بـ"استفزازات" تهدف إلى "تصعيد الوضع على الجبهة".
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأحد "بالطبع، لا أحد يسلك طريق الحرب، ولا أحد يقبل باحتمال نشوب مثل هذه الحرب".