قالت صحيفة The Independent البريطانية، الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، إن البيت الأبيض الأمريكي ظل لأسابيع يجيب عن أسئلة مراسلة زائفة قبل أن يتبين لاحقاً أنها لاعبة ألعاب فيديو.
حيث طرح بعض الصحفيين، في عدد من المؤتمرات الصحفية التي عُقدت مؤخراً بالبيت الأبيض، أسئلة على السكرتيرة الصحفية جين باساكي نيابة عن مراسلة تدعى كاسي مونتاغو، قالت إنها لم تتمكن من الحضور بسبب احتياطات كوفيد-19.
شخصية غير موجودة بالواقع
لكن سبب امتناعها عن الحضور كان أبسط من هذا بكثير، وهو أنه لا وجود لشخص يُدعى كاسي مونتاغو.
فقد تبين أن اسم كاسي مونتاغو اسم مستعار، وتستخدمه على الأرجح إحدى اللاعبات على منصة ROBLOX. وفي هذه المنصة، التي يطلق لاعبوها على أنفسهم اسم "ليغو"، كانت المدعوة كاسي تعمل وزيرة للخارجية في حكومة وهمية افتراضية تدعى nUSA. لكنها تحولت إلى صحفية حقيقية لمراسلي العاصمة والبيت الأبيض نفسه، طبقاً لما أورده تقرير جديد نشرته مجلة Politico.
يُذكر أنه منذ بدأت جائحة كورونا، أصبح من الشائع بين مراسلي البيت الأبيض طرح أسئلة نيابة عن صحفيين آخرين. وهذا لأن البيت الأبيض خفض بشكل كبير عدد الأشخاص المسموح لهم بدخول غرفة الإحاطة، من 49 إلى 14، حرصاً على التباعد الجسدي. والمراسلون الذين لا يتمكنون من الدخول يرسلون أسئلتهم رقمياً أو من خلال أحد المراسلين.
استغلال ثغرة كورونا
المراسلة الزائفة نفذت واستغلت هذه الثغرة، حيث إنها دأبت على إرسال أسئلتها إلى صحفيين مشتركين عبر البريد الإلكتروني، عادةً بعد صدور أول تقاريرهم المُجمعة خلال اليوم حتى تتمكن من معرفتهم. وفي حالة بحث أي شخص عنها قبل نقل أسئلتها، فستظهر له حسابات زائفة أنشأتها على موقعي "تويتر" و"لينكد-إن"، تُعرِّف فيها نفسها بأنها كبيرة المراسلين السياسيين لصحيفة White House News أو صحيفة White House Schedule، بينما لا وجود لأي منهما.
كان كريس جونسون، مراسل صحيفة Washington Blade، قد طرح، يوم 8 أبريل/نيسان 2021، سؤالين على جين باساكي نيابة عن هذه اللاعبة الغامضة.
السؤال الأول: "ما مدى مشاركة الرئيس السابق أوباما والسيدة الأولى أوباما في إدارة بايدن-هاريس؟"، والثاني: "هل ينوي الرئيس بايدن إعادة فعاليات الكشف عن صورة مرسومة للرئيس التي غالباً ما يشارك فيها الحزبان؟".
إجابات مدروسة
فيما ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض بإجابتين مدروستين، قائلة: "أنا واثقة من أننا سنقيم فعاليات الكشف عن الصورة المرسومة في الوقت المناسب حالما يمكّننا كوفيد-19 من ذلك"، مضيفة: "وفيما يتعلق بتواصله مع الرئيس أوباما، فهما ليسا مجرد زميلين سابقين، لكنهما يظلان صديقين مقربين، ويتشاركان الحديث من حين لآخر عن مجموعة من القضايا".
كما حاول مراسل شبكة CBS، إد أوكيف، الحصول على إجابات أكثر تفصيلاً فيما يخص التواصل مع أوباما، وسأل جين أكثر من مرة عن عدد المرات التي يتحدث فيها بايدن والرئيس الأسبق.
بينما لفت الإصرار على هذه الأسئلة انتباه موقع Mediaite الإخباري، الذي بدأ يبحث عمّن طرح السؤال الأصلي. وسرعان ما اكتشف أن كاسي مونتاغو، على حد تعبير الموقع، "شخصية هزلية لوزيرة خارجية سابقة مصنوعة من الليغو".
على الفور، اختفت صفحات كاسي على "تويتر" و"لينكد-إن" و"جوجل"، وحل محلها رسائل خطأ 404. وعلّق تويتر حساب WHschedule، وقال في تصريح لمجلة Politico إن هذا الحساب ينتهك سياسته المتعلقة بانتحال الشخصية.