أعلنت جماعة "الحوثي" اليمنية، المدعومة من إيران، الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، عن مهاجمة مطار جازان، وقاعدة "الملك خالد" الجوية، جنوب غربي السعودية، بطائرتين مسيرتين.
جاء ذلك في بيان مقتضب صدر عن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، وقال فيه إن "سلاح الجو المسير (التابع لجماعته) تمكّن من استهداف مرابض الطائرات الحربية بمطار جازان وقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط".
سريع أوضح أن الهجوم نُفذ صباح اليوم الأحد، باستخدام طائرتين من طراز "قاصف 2k"، قائلاً إن "الإصابة كانت دقيقة"، مضيفاً أن "هذا الاستهداف يأتي رداً على استمرار العدوان والحصار على بلدِنا العزيز"، على حد تعبيره.
لم يصدر تعليق فوري من الجانب السعودي حول الأمر، لكن التحالف العربي أعلن فجر الأحد، في بيان، اعتراض وتدمير طائرة مفخخة بدون طيار أطلقها الحوثيون تجاه منطقة خميس مشيط.
تصعيد الهجمات
وكثف الحوثيون مؤخراً، من إطلاق صواريخ باليستية ومقذوفات ومسيرات على مناطق سعودية، وسط إعلانات متكررة من التحالف بتدميرها.
من جانبها، تكثف الأمم المتحدة والولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لإعلان اتفاق لوقف إطلاق النار رحبت به السعودية والحكومة اليمنية المدعومة من الرياض، بينما يضغط الحوثيون من أجل رفع كامل للحصار البحري والجوي الذي يفرضه التحالف على المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
يشن الحوثيون أيضاً هجوماً برياً على محافظة مأرب الغنية بالغاز، آخر معقل للحكومة في شمال اليمن، وأسفر القتال عن قتلى بين صفوف الحوثيين، والقوات الحكومية التي تسيطر على المدينة، فيما تستمر الأوضاع المعيشية للسكان بالتدهور.
يسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها، خصوصاً في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة، إذ سيسيطرون بذلك على كامل شمال اليمن.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، ومسلحي "الحوثي" المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر/أيلول 2014.
أسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليوناً يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم.
كما أنه في بداية مارس/آذار الماضي، حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن المجاعة قد تصبح "جزءاً من واقع اليمن" في 2021، بعدما تعهد مؤتمر للمانحين بتوفير أقل من نصف الأموال اللازمة لمواصلة عمل برامج المساعدات في البلد الذي دمرته الحرب.