أدانت تركيا، الخميس 8 أبريل/نيسان 2021، بشدة، التعليقات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الذي اتهم الرئيس رجب طيب أردوغان بإهانة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، هذا الأسبوع، وهي التعليقات التي وصفها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بـ"القبيحة".
من جهتها، أكدت وكالة "الأناضول" للأنباء، أن وزارة الخارجية استدعت السفير الإيطالي في أنقرة بسبب تلك التعليقات، التي وصف فيها رئيس الوزراء الإيطالي أردوغان بـ"الطاغية".
وقال تشاووش أوغلو في تغريدة على توتير: "أدين بشدة الخطاب الشعبوي غير المقبول لرئيس الوزراء الإيطالي المكلف دراغي وتصريحاته القبيحة بحق رئيسنا المنتخب، وتصريحاته مردودة عليه".
تصريح دراجي
في وقت سابق من اليوم الخميس، اتهم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإهانة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ودعا إلى ضرورة التعامل بصراحة مع "الطغاة".
إذ قال دراجي للصحفيين: "لا أتفق على الإطلاق مع سلوك أردوغان تجاه الرئيسة فون دير لاين… أعتقد أنه لم يكن تصرفاً لائقاً، وأشعر بأسف بالغ للإهانة التي تعرضت لها فون دير لاين".
كما أضاف: "مع هؤلاء، دعونا نسمّهم بأسمائهم، الطغاة، الذين يجد المرء نفسه، مع ذلك، مضطراً إلى التنسيق معهم، يجب أن يكون المرء صريحاً عند التعبير عن رؤى وآراء مختلفة".
تعليق الأتراك على الحادثة
من جهتهم، نفى مسؤولون أتراك لموقع Middle East Eye مسؤوليتهم عما أطلقوا عليه اسم "خطأ الكرسيّ"، قائلين إن كل ذلك كان خطأ وفد الاتحاد الأوروبي.
كما ألقى المسؤولون باللوم على الاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن التنافس بين ميشال وفون دير لاين هو الذي تسبب في المشكلة، إذ قال مسؤول تركي كبير، إن ترتيبات اللقاء كافة تمت بالتعاون مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين زاروا البلاد قبل عقد القمة.
رغم ذلك، سارع المسؤولون الأتراك لمحاولة تعويض رئيسة المفوضية الأوروبية عن الموقف؛ إذ عرضت الحكومة على الوفد الأوروبي ترتيباً مختلفاً للجلوس في أثناء الغداء، مقترحين جلوس أردوغان مباشرة مقابل كل من ميشال وفون دير لاين، لكن فريق ميشال رفض العرض، وجلس ميشال وحده مقابل أردوغان.
أما مسؤول تركي آخر فقال معلقاً على الحادثة: "هذه المشكلة من صنعهم"، وأضاف: "لقد جلبوا معركتهم الداخلية إلى أنقرة، كان ينبغي لهم تنظيم هذه الرحلة بشكل أفضل من هذا".
حادثة "الكرسي" المثيرة للجدل
يأتي هذا بعد أن تعرضت رئيسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لاين، لموقف محرج وصفته وسائل إعلام غربية بـ"المهين"، اذ اضطرت إلى الجلوس على مقعد جانبي خلال اجتماع عقدته ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، وأثار المشهد الذي تم تصويره جدلاً في بروكسل.
المتحدث باسمها إريك مامر، قال الأربعاء: "فوجئت الرئيسة فون دير لاين. قررت التغاضي وإعطاء الأولوية للجوهر. لكن هذا لا يعني أنها لا تولي الحادثة أهمية".
وتمتمت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة وبدت مذهولة في الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.
وتظاهرت بأنها لا تعرف أين تجلس، فيما جلس رئيس المجلس الأوروبي والرئيس التركي على كرسيين يتوسطان القاعة.
صحيفة فرنسية تدافع عن أردوغان
يتعلق الأمر بصحيفة Leberation الفرنسية، التي سلطت الضوء على الواقعة، في تقرير لها الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021.
الصحيفة الفرنسية حسمت الجدل، قائلة إن هناك "اتفاقاً بين المؤسسات" في الاتحاد الأوروبي يحدد البروتوكولات المعمول بها، وإن الرئيس التركي لم يخرق أي بروتوكول ولم يقلل من احترام فون دير لاين، كما اتهمته بعض الوسائل الإعلامية الأوروبية.
الصحيفة قالت إن أردوغان "يحترم بشدةٍ" التقاليد المعمول بها، مشيرة إلى أنه بموجب البروتوكولات المعمول بها، يأتي رئيس البرلمان الأوروبي أولاً، يليه رئيس المجلس الأوروبي، ثم الرئاسة الدورية لمجلس الوزراء، وأخيراً رئيس المفوضية الأوروبية.
تضيف الصحيفة الفرنسية، أنه عندما يكون رئيس المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية في مهمة ببلد ثالث، فإن رئيس المجلس الأوروبي يكون رسمياً رئيس الوفد، نافيةً ما قاله الأوروبيون بأن شارل ميشال والمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لهما رتبة البروتوكول نفسها.
دبلوماسي أوروبي قال لصحيفة ليبيراسيون: "في الواقع، الأتراك قاموا ببساطة بتطبيق الأمر أو الترتيب البروتوكولي الأوروبي بالحرف"، فيما قال آخر: "علاوة على ذلك، ليس لأردوغان أي مصلحة في إهانة رئيسة المفوضية الأوروبية، التي هي ألمانية مقربة من المستشارة أنجيلا ميركل، وبالتالي، فهي بالنسبة له أفضل حليفة في الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً: "لو أن الرئيس التركي أراد أن ينقل رسالة لكان شارل ميشال- الذي يُعتبر واجهة فرنسا- أكثر ملاءمة. والاعتقاد بأن أردوغان يريد إذلال امرأة هو معرفته بشكل سيئ: لقد أظهر أنه ليست لديه مشكلة في التعامل مع النساء الغربيات".
الصحيفة الفرنسية تطرقت إلى علاقة تركيا بأوروبا، قائلة إن أردوغان الآن من مصلحته أن يمسك بيد أوروبا، خاصة مع قدوم بايدن الذي لا تزال علاقته غير واضحة مع نظيره التركي.