أثارت تصريحات رئيس وزراء باكستان، عمران خان، حالة من الاستنكار الواسع بين أوساط حقوقية، بعد أن ربط بين حوادث الاغتصاب المتكررة في بلاده وطريقة ارتداء النساء للملابس، مطالباً إياهن بـ"الاحتشام".
ففي مقابلة تلفزيونية على الهواء مباشرة نهاية الأسبوع، قال "خان" الذي تلقَّى تعليمه في جامعة أكسفورد، إن زيادة حالات الاغتصاب تشير إلى "تداعيات تزايد الابتذال في أي مجتمع"، مؤكداً أن حوادث اغتصاب النساء في المجتمع تزايدت بسرعة كبيرة.
وخلال حديثه، نصح رئيس الوزراء الباكستاني النساء بالاحتشام؛ لتجنب إغراء الرجال.
حملة استنكار واسعة
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 7أبريل/نيسان 2021، فقد اتهم نشطاء حقوقيون رئيس الوزراء عمران خان، بما أطلقوا عليه "الجهل المذهل".
كما وقّع المئات بياناً متداولاً على الإنترنت، الأربعاء، يصف تصريحات "خان" بأنها "خاطئة من الناحية الواقعية، وغير مُراعية للشعور وخطيرة".
ونص البيان على التالي: "يقع الخطأ فقط على المغتصب وعلى المنظومة التي تسمح له بذلك، وضمن ذلك الثقافة التي عززتها تصريحاتٌ مثل تلك التي أدلى بها خان".
وقالت مفوضية حقوق الإنسان في باكستان، وهي هيئة رقابية حقوقية مستقلة، الثلاثاء، إنها "تشعر بالجزع" إزاء هذه التصريحات، وفقاً لشبكة France24 الفرنسية.
وأضافت المفوضية: "هذا لا ينمُّ فقط عن جهل مذهل بأماكن وأسباب وكيفية حدوث الاغتصاب، لكنه يلقي باللوم كذلك على الناجيات من الاغتصاب، اللواتي يتراوحن -كما يجب أن تعلم الحكومة- بين الفتيات الصغيرات وضحايا جرائم الشرف".
وتعد باكستان بلداً محافظاً بشدة، حيث يُنظر غالباً إلى ضحايا الاعتداء الجنسي بارتياب، ونادراً ما يُحقَّق بجدية في تلك الشكاوى الجنائية.
ولكن تُصنَّف البلاد باستمرار بين أسوأ الأماكن في العالم من حيث المساواة بين الجنسين.
انتقادات مستمرة
في العام الماضي، اندلعت احتجاجات داخلية بأنحاء البلاد عندما ألقى أحد رؤساء الشرطة اللوم على ضحية اعتداء جنسي جماعي؛ لقيادتها ليلاً دون رفيق ذكر.
إذ تعرضت الأم الفرنسية الباكستانية للاغتصاب أمام أطفالها على جانب أحد الطرق السريعة بعد نفاد وقود سيارتها.
وفي العام الماضي، تعرض "خان" لانتقادات أيضاً، بعد ظهور تلفزيوني آخر، حيث أخفق في التصدي لرجل دين مسلم يصر على أن فيروس كورونا قد انتشر بسبب أفعال النساء الخاطئة.
ويأتي هذا الجدل الدائر حالياً، في الوقت الذي يكافح فيه مُنظمو مسيرات اليوم العالمي للمرأة ما وصفوه بحملة تشويه منسقة ضدهم، مثل الصور ومقاطع الفيديو المزيفة التي يجري تداولها على الإنترنت.
حيث أدى ذلك إلى اتهامات تكفيرية، وهي مسألة شديدة الحساسية بباكستان، التي أدت فيها ادعاءات شبيهة في السابق، إلى مهاجمة الغوغاء لبعض الأشخاص.
ودعا مُنظمو المسيرة السنوية رئيس الوزراء إلى التدخل.