كشفت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس 8 أبريل/نيسان 2021، لأول مرة، تفاصيل عدة ضربات جوية استهدفت تنظيم الدولة (داعش) نفذتها في شمال العراق الشهر الماضي، في إطار عملية منسقة مع قوات برية عراقية استغرقت عشرة أيام.
تفاصيل العملية البريطانية
الوزارة قالت إن قوات الأمن العراقية طردت التنظيم من منطقة جبال مخمور إلى الجنوب الغربي من أربيل، في حين نفذت طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية وطائرات أخرى للتحالف هجوماً جوياً خلال العملية.
فيما اتُخذ قرار الهجوم في 22 مارس/آذار عندما تم التأكد من تمركز قوات لداعش في شبكة من الكهوف في جبال مخمور، ونفذت ثلاث مقاتلات لسلاح الجو الملكي البريطاني من طراز تايفون هجوماً باستخدام صواريخ ستورم شادو، فيما أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن المتابعة اللاحقة أكدت نجاح الضربة.
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس: "تواصل القوات المسلحة البريطانية إلى جانب شركائنا العراقيين وقوات التحالف اجتثاث داعش من المناطق التي يختبئون بها"، وأضاف: "المملكة المتحدة ملتزمة بهزيمة داعش". هذه "العملية ستمنع داعش وأيديولوجيته السامة" من استعادة موطئ قدم له في العراق وتقلص قدرته على تنسيق هجمات في أنحاء العالم".
وقالت وزارة الدفاع إنه في إطار عملية منفصلة في الرابع من أبريل/نيسان، نجحت طائرة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني مسلحة بصواريخ هيلفاير في استهداف مجموعة صغيرة من عناصر تنظيم الدولة في شمال سوريا على بعد حوالي 80 كيلومتراً غربي الحسكة.
عشرات القتلى في داعش
يأتي هذا في وقت أعلن فيه الجيش العراقي، الأربعاء، عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم الدولة (داعش) المُصنف على لوائح الإرهاب، إثر قصف جوي استهدف منطقة جبلية وعرة شمال شرقي البلاد قبل أيام.
متحدث القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، قال في بيان، إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب (نخبة الجيش) زودت الطائرات المقاتلة العراقية بمخابئ عناصر "داعش" في سلسلة جبال حمرين، التي تمتد بين محافظات صلاح الدين وكركوك (شمال) وديالى (شرق).
رسول أضاف أن الطائرات العراقية قصفت مواقع ومخابئ التنظيم في المنطقة الجبلية بتاريخ 25 مارس/آذار الماضي، ودمرتها بشكل كامل، موضحاً أن عدد قتلى التنظيم وصل إلى 60.
كذلك لفت المسؤول العسكري إلى أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتبعت عناصر التنظيم الفارين من جبال قره جوخ (بمحافظة نينوى/شمال)، دون أن تقوم باستهدافهم حتى اكتشفت مخابئهم في سلسلة جبال حمرين".
تُعتبر سلسلة جبال حمرين أهم معاقل "داعش" بالعراق، ومنها يشن هجمات عنيفة في المثلث الحدودي بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى في المنطقة المعروفة باسم "مثلث الموت".
حملات مكثفة ضد التنظيم في العراق
كانت القوات العراقية قد كثفت حملات ملاحقة فلول "داعش"، مؤخراً، على خلفية انفجار انتحاري مزدوج في ساحة الطيران وسط بغداد، في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، خلف آنذاك 32 قتيلاً و110 جرحى.
كذلك كان حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد أعلن، في فبراير/شباط الماضي، عن استعداده للدفع بالمزيد من قواته في العراق، وذلك بهدف مكافحة تنظيم "داعش"، بعد تزايد نشاطه في الآونة الأخيرة في العراق وسوريا.
ومنذ مطلع 2021، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه في أنهم من "داعش"، لاسيما بالمنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال)، وديالى (شرق)، المعروفة باسم "مثلث الموت".
يُذكر أن العراق أعلن عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تُقدر بنحو ثلث مساحة البلاد، اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق، ويشن هجمات بين فترات متباينة.