حذّر خبراء في تقرير نُشر الإثنين 5 أبريل/نيسان 2021، من أنّ صوامع الحبوب في مرفأ بيروت الذي ضربه انفجار هائل العام الماضي، يجب هدمها لأنّها آيلة للسقوط، بعدما تضررت بشدّة حين امتصّت الجزء الأكبر من عصف الانفجار الذي دمر جزءاً واسعاً من العاصمة اللبنانية.
أضرار كبيرة بالصوامع
"أمان إنجنيرينغ"، الشركة السويسرية التي قدّمت للبنان مساعدة في إجراء مسح بالليزر لصوامع الحبوب في المرفأ، في أعقاب الانفجار الذي وقع في 4 آب/أغسطس 2020، قالت إنّ كتلة الصوامع هي اليوم "هيكل غير مستقرّ ومتحرّك"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أضافت الشركة في تقريرها أنّ "توصيتنا هي المضيّ قُدماً في تفكيك هذه الكتلة" الخرسانية الضخمة، محذّرة من أنّه "كما أصبح واضحاً، فإنّ الركائز الخرسانية تعرّضت لأضرار جسيمة (…) سيتعيّن بناء صوامع جديدة في موقع مختلف".
كان وزير الاقتصاد، راوول نعمة، قد قال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنّ الحكومة ستهدم هذه الصوامع التي كانت أكبر مخزن للحبوب في البلاد، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة، لكنّ السلطات لم تتّخذ حتّى اليوم أي قرار بهذا الشأن.
وفي تقريرها قالت الشركة السويسرية إنّ "الوقائع تظهر أنّه ما من طريقة لضمان السلامة حتّى على المدى المتوسط، إذ ما بقيت الكتلة الشمالية (من المبنى) على ما هي عليه"، مضيفةً أن الأضرار التي لحقت ببعض الصوامع كانت شديدة لدرجة أن هذه الصوامع تميل بمعدل خطر.
في هذا الصدد، أوضحت الشركة أنّ هذه الصوامع "تميل بمعدل 2 ملم في اليوم، وهذا كثير من الناحية الهيكلية"، وقالت إنه "على سبيل المقارنة، فإنّ برج بيزا في إيطاليا كان يميل بمقدار حوالي 5 ملم في السنة قبل أن يتمّ تثبيته" بإجراءات هندسية خاصة.
تهديدات تواجه لبنان
كانت هذه الصوامع ببنائها الخرساني العملاق البالغ ارتفاعه 48 متراً، وقدرتها الاستيعابية الضخمة التي تزيد عن 100 ألف طن، تعتبر أحد صمّامات الأمن الغذائي للبنان.
لكن أصبحت اليوم رمزاً للانفجار الكارثي الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وأصاب أكثر من 6500 آخرين بجروح وألحق أضراراً جسيمة بالمرفأ وبعدد من أحياء العاصمة.
في الواقع فإنّ هذا البناء الخرساني العملاق امتصّ القسم الأكبر من عصف الانفجار المدمّر ليحمي بذلك الشطر الغربي من العاصمة من دمار مماثل لما لحق بشطرها الشرقي.
يأتي هذا التحذير من انهيار صوامع الحبوب، ليزيد من المخاوف المتعلّقة بالأمن الغذائي في لبنان، البلد الذي يتخبّط أساساً بأزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، حيث تعتمد البلاد على الواردات بنسبة 85% لسد احتياجاتها الغذائية.
يُذكر أن الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، نجم عن حريق وصل إلى مستودع في المرفأ خُزن فيه 2700 طن من مادة "نيترات الأمونيوم" شديدة الانفجار منذ ست سنوات من دون إجراءات حماية.