أعلن المجلس الرئاسي الليبي، الإثنين 5 أبريل/نيسان 2021، تأسيس مفوضية وطنية عليا للمصالحة الوطنية، لحل الخلافات بين الليبيين، مؤكداً أن "هذه بداية المصالحة الحقيقية".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، مع نائبيه موسى الكوني وعبدالله اللافي، في العاصمة طرابلس.
حيث قال المنفي: "أعلن لكم عن خطوة لطالما انتظرناها جميعاً، ألا وهي إطلاق مشروع حقيقي للمصالحة الوطنية يجمع بين أبناء شعبنا ويؤلف بين قلوبهم ويطوي صفحة الماضي"، مضيفاً: "أعلن عن تأسيس المفوضية الوطنية العليا للمصالحة، لتكون صرحاً يجمع الليبيين ويجبر الضرر ويحقق العدالة بينهم بما يكفله القانون"، دون تفاصيل عن اختصاصها وتشكيلها.
الاستحقاق الأهم
فيما أوضح رئيس المجلس الرئاسي أنه يأمل الوصول إلى الاستحقاق الأهم، وهو الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
كما دعا نائبا رئيس المجلس الرئاسي اللذان شرحا مشروع المصالحة، جميع شرائح الشعب إلى الانخراط في المصالحة الوطنية، منوهَين إلى أن "الاستحقاق الأكبر" سيكون خلال الانتخابات المقبلة. وقالا إن هذا المشروع يضم شخصيات وطنية ذات أهمية اجتماعية وسياسية تحظى بثقة الجميع، ولديهم القدرة على تقديم عمل ناضج.
مخرجات الحوار الوطني
أيضاً تلت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي بيان تأسيس المفوضية العليا للمصالحة، مشيرة إلى أنه يأتي عملاً بمخرجات الحوار الوطني، داعيةً جميع القوى السياسية والاجتماعية، ونشطاء المجتمع المدني، إلى الانخراط في مسارات المصالحة الوطنية لإنجازها.
يشار إلى أن المنفي ناقش قبل أيام، مع خبراء ليبيين، اختصاصات وهيكلة المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، المزمع تشكيلها، بحسب بيان للمجلس.
آنذاك، قال رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، مغرداً على تويتر: "مستقبل ليبيا وتقدُّمها مرتبطان بقدرتها على معالجة جراحها، من خلال المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة".
مهام السلطة المؤقتة
جدير بالذكر أن من بين مهام السلطة المؤقتة في ليبيا، تأسيس المفوضية العليا للمصالحة، وذلك ضمن خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي برعاية أممية، في 5 فبراير/شباط الماضي.
كانت حكومة الوحدة الليبية، والمجلس الرئاسي الجديد المؤقت، قد تسلما مهامهما في 16 مارس/آذار الماضي، من أجل قيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية نهاية العام الجاري.
على مدار سنوات، عانى البلد الغني بالنفط من صراع مسلح، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.