في الوقت الذي جُندت فيه بعض وسائل إعلام جزائرية ومغربية لترويج خطاب الكراهية بين البلدين الجارين، تسعى أصوات حكيمة إلى تخفيف حدة التوتر خصوصاً في ظل الأزمة السياسية "الباردة" التي تطفو على سطح العلاقات بين الجزائر والرباط في العقود الأخيرة.
وحسب المعلومات الحصرية التي حصل عليها "عربي بوست" من مصدر مطلع فإن شخصيات جزائرية ومغربية تستعد لإطلاق نداء وقف خطاب الكراهية بين البلدين، بالإضافة إلى فتح معبر إنساني للعائلات الجزائرية والمغربية لتبادل الزيارات والدعوة إلى حوارٍ لتسوية الخلافات بين الجارتين.
وحسب مصادر "عربي بوست" فإن الموقعين من الجانب الجزائري يتقدمهم البروفيسور إسماعيل معراف، والبروفيسور أحمد حسين السليماني والناشط السياسي الصديق دعدعي.
أما من الجانب المغربي فوقع على المبادرة كل من المحامي نوفل البعمري، وهشام السنوسي، ورئيس جمعية الديمقراطيين الأفارقة عبدالرزاق نسيب.
فتح معابر إنسانية
علمت "عربي بوست" من مصادر خاصة أن العشرات من المثقفين الجزائريين والمغربيين سيطلقون مبادرة لتسوية الخلافات بين البلدين، تزامناً مع حدة التوتر الذي تشهده العلاقات.
وتدعو المبادرة حسب مصادر "عربي بوست" إلى النظر في البعد الإنساني للعلاقات الأسرية خصوصاً على جانبي الحدود، وتمكين العائلات التي تضرّرت بشكل بالغ على المستوى النفسي من أحقية تبادل الزيارات بينها.
وتدعو المبادرة التي اطلع عليها "عربي بوست" إلى فتح معبر بري إنساني للراجلين فقط، يمكّن العائلات المغربية والجزائرية التي تربطها صلة الدم والقرابة من تبادل صلة أرحام بعضها البعض، والتخفيف من معاناة أكثر من ربع قرن غادر فيها الكثير دون أن يروا أقاربهم بسبب إغلاق الحدود.
ووفق مصادر "عربي بوست" ستدعو المبادرة إلى التصدي لخطاب الكراهية، الذي تمارسه وسائل الإعلام الخاضعة لحسابات السياسيين الضيقة في كل من المغرب والجزائر على حدّ تعبير الموقعين على النداء.
ويطالب النداء بالكفّ عن التراشق الإعلامي الذي تعدى الحدود والخطوط الحمراء، وأن يتحلى القائمون على الحقل الإعلامي بروح المسؤولية، وأن يبتعدوا عن الاستفزازات التي لا تُكرس إلا روح العداء والضغينة.
فتح قنوات الحوار
الأزمة بين المغرب والجزائر دفعت المطالبين بالمبادرة الإنسانية إلى اختيار توجيه صوت الحكمة إلى المسؤولين في كل من المغرب والجزائر وترجيح مصلحة الشعبيين معاً بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة.
وحسب المعلومات التي حصل عليها "عربي بوست" من مصادره فإن أصحاب المبادرة يُطالبون بفتح قنوات للحوار بين نخب البلدين للنقاش دون تعصب أو شوفينية والإنصات لبعضها البعض وطرح المشاكل وتقديم الحلول التي من شأنها تقريب وجهات النظر، ومن ثمة العمل على وضع أسس متينة تُبنى عليها علاقات أخوة وحسن جوار بين المغرب والجزائر.
يذكر أن العلاقات الجزائرية المغربية تعرف توتراً هو الأكبر منذ سنوات على خلفية أحداث معبر الكركارات الحدودي، الذي تمخض عنه وقف العمل باتفاق وقف إطلاق وقف النار بين جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والرباط.