قال دبلوماسيون روس في كوريا الشمالية، إن العاصمة بيونغ يانغ تشهد "فراراً جماعياً" من الموظفين الدبلوماسيين الأجانب، بسبب الظروف التي لا تُحتَمَل بالمدينة في ظل نقص "حاد" بالأدوية والسلع الأساسية، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021.
في رسالةٍ نُشِرَت على الإنترنت، الخميس، كتب موظَّفو السفارة الروسية: "من الممكن أن نفهم أولئك الذين يغادرون العاصمة الكورية الشمالية. لا يستطيع أحدٌ تحمُّل القيود غير المسبوقة (المفروضة على الأفراد)، والعجز الحاد في السلع الأساسية، وضمن ذلك الأدوية، وغياب أيِّ إمكانيةٍ لحلِّ المشكلات الصحية".
إذ إن لروسيا واحدةً من ىكبر البصمات الدبلوماسية الأجنبية في كوريا الشمالية، لكن الموظَّفين بدأوا المغادرة، بسبب النقص في الأدوية والسلع الأساسية والمشكلات في الحصول عليها.
خروج جماعي من عاصمة كوريا الشمالية
جاء في رسالة السفارة، أنه "لم يبقَ أيُّ دبلوماسيين" في بيونغ يانغ، حيث يبلغ إجمالي الوجود الدولي بكوريا الشمالية 290 شخصاً فقط. وكان جميع عمال الإغاثة الأجانب، باستثناء ثلاثة فقط، قد غادروا البلاد حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفقاً للتقارير، وفي الأسبوع الماضي قالت الأمم المتحدة إنه لم يتبقَّ لها موظَّفون دوليون بالبلاد.
في فبراير/شباط الماضي، أُجبِرَ الدبلوماسيون الروس وأفراد أسرهم على استقلال عربة سكة حديدية يدوية الدفع عبر الحدود، بعد أن أمضوا أكثر من 30 ساعة على متن قطارٍ من بيونغ يانغ إلى الحدود.
كما أغلقت كوريا الشمالية حدودها في الواقع منذ يناير/كانون الثاني الماضي، فيما قد يكون أشد حجر صحي وأكثره صرامةً في العالم ضمن الإجراءات الاحترازية ضد تفشي فيروس كوفيد-19. ويقول مُحلِّلون، إن الإجراءات سمحت للحكومة بزيادة سيطرتها على الحياة اليومية إلى مستوياتٍ مماثلة لسنوات المجاعة في التسعينيات.
أزمة اقتصادية متفاقمة
بينما سُرِّبَت معلوماتٌ قليلة إلى خارج البلاد، كانت هناك مؤشراتٌ على نقص الغذاء وأزمةٍ متفاقمة. وانشقَّ ستة من حرس الحدود الكوريين الشماليين إلى الصين الأسبوع الماضي، بعد معاناتهم من "الجوع والإجهاد".
بينما تحدث الانشقاقات بانتظام، فمن غير المعتاد أن تعبر مثل هذه المجموعة الكبيرة الحدود في وقتٍ واحد.
في تقريرٍ صدر الشهر الماضي (مارس/آذار)، قالت باحثةٌ كبيرة في شؤون كوريا الشمالية بمنظمة هيومان رايتس ووتش، إنها أُبلِغَت العام الماضي، بنقص الطعام والصابون ومعجون الأسنان والبطاريات.
كما تراجعت تجارة كوريا الشمالية مع الصين بنحو 80%، مع انخفاض واردات الموارد الغذائية والأدوية بالقرب من الصفر، العام الماضي، حيث ادَّعَت الحكومة أن التجارة، إلى جانب "الغبار الأصفر" الذي يهب عبر الحدود مع الصين، يمكن أن يؤدِّيا إلى انتشار فيروس كورونا المُستجَد.
فيما كتبت الباحثة لينا يون، أن الفيضانات الشديدة قوَّضَت أيضاً الإنتاج الزراعي، ما أدَّى إلى تفاقم نقص الغذاء في البلاد.
ضوابط شديدة الصرامة
قارنت الباحثة "الإجراءات المتطرِّفة" الجديدة بـ"الضوابط شديدة الصرامة في العقود الماضية، عندما كانت الحكومة تسيطر على جميع المعلومات وتوزيع المواد الغذائية، بينما حظرت أنشطة السوق الحرة". أدَّت هذه الظروف إلى مجاعةٍ واسعة النطاق في التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وانهيار الإمدادات الغذائية.
من الناحية الرسمية، لم تبلّغ كوريا الشمالية عن أيِّ حالات إصابةٍ بفيروس كورونا المُستجَد في البلاد. لكن مُحلِّلين يعتقدون أنه ربما كان هناك تفشٍّ في الجيش وبالمدن الحدودية التي فرضت عيها الحكومة الحجر الصحي في وقتٍ لاحق.
إذ ستتلقَّى كوريا الشمالية 1.7 مليون جرعة من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا كجزءٍ من برنامج كوفاكس التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذي يسلِّم اللقاحات إلى البلدان ذات الدخل المتوسِّط والمنخفض.