نجا ركاب قطار كان متجهاً من العاصمة المصرية القاهرة إلى أسوان، الجمعة 2 أبريل/نيسان 2021، بأعجوبة، بعد انفصال ست من عرباته، وقالت تقارير إعلامية محلية إن "العناية الإلهية" أنقذت ركاب القطار من موت محقق بعد انفصال عرباته.
الحادث يأتي بعد أيام من فاجعة "قطار الصعيد" التي أودت بحياة عشرات المصريين إثر اصطدام قطارين، إذ أودت الكارثة بحياة 32 مواطناً وإصابة 165 شخصاً نتيجة انقلاب عربتي أحد القطارين.
الحادث لم يخلف أية خسائر
حسب ما ذكرته وسائل إعلام مصرية، فقد توقفت العربات بعد انفصالها عند محطة منقباد في محافظة أسيوط، فيما أكمل القطار طريقه إلى محطة قطار أسيوط.
كما قالت صحيفة الأهرام، إن السلطات استدعت جراراً من محطة أسيوط لسحب العربات المنفصلة، وتوصيلها بالقطار المذكور، دون وقوع أي خسائر بشرية.
بينما أوضح سكرتير عام مساعد أسيوط، نبيل الطيبي، أن حركة القطارات لم تتأثر بالواقعة، ولم يتجاوز معدل التأخير ساعة واحدة، وتم تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ الإجراءات لتفادي أي أحداث مشابهة.
الحادث الجديد يأتي بعد أسبوع من تشييع ضحايا حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج جنوب مصر، أسفر عن مقتل 32 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 180 بجروح، معظمهم من أبناء الصعيد. وتشهد مصر بصورة متكررة حوادث سكك حديدية ومرور مأسوية.
أكثر من 12 ألف حادثة في 10 سنوات
لا يكاد يمر عامٌ دون أن تشهد مصر حوادث قطارات تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا، وسط إهمال المعنيين تحسين خدمات هذا القطاع.
حتى إن هناك صفحة على موسوعة ويكيبيديا باللغة العربية بعنوان حوادث القطارات في مصر، تضم نحو 24 حادثة وكارثة منذ عام 1993 حتى اليوم.
ذكرت إحصائية رسمية مصرية عام 2017، أن عدد حوادث القطارات بلغ 12236 حادثاً بين عامي 2006 و2016، حسبما ورد في موقع "بي بي سي".
من الواضح أن هذا الإحصاء يتضمن الحوادث المحدودة التي لم تحظَ بتغطية إعلامية كبيرة، ولا يتضمن كوارث القطارات في مصر من العيار الكبير.
جاء في الإحصائية، التي أعدتها هيئة السكة الحديدية بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن أكثر عدد من الحوادث وقع عام 2009، في حين شهد عام 2012 أقل عدد من الحوادث، نتيجة تكرار توقف الخدمة بعد أحداث الثورة.
أكثر كوارث القطارات دموية
من أكثر كوارث القطارات في مصر دموية، كارثة عُرفت إعلامياً بكارثة قطار الصعيد ووقعت في فبراير/شباط 2002، عندما اندلعت النيران بإحدى عربات القطار بعد مغادرته مدينة العياط بمحافظة الجيزة.
سبب الحريق هو استخدام أحد الركاب موقداً نارياً صغيراً. استمر القطار في السير مشتعلاً مسافة تسعة كيلومترات، فامتدت النيران إلى باقي العربات.
كما أدى الحادث إلى مقتل أكثر من 360 شخصاً، إلا أن بعض المصادر ذكرت أن عدد الضحايا يتجاوز الألف قتيل، وإن لم يصدر بيان رسمي، الأمر الذي أثار شكوكاً حول الحصيلة النهائية لعدد الضحايا الفعلي، حسبما ورد في تقرير لموقع "العربي الجديد".
فيما انتهى الأمر باستقالة وزير النقل آنذاك، إبراهيم الدميري، ورئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وقُدم 11 موظفاً في الهيئة للمحاكمة بتهم الإهمال، قبل أن تُبرئهم المحكمة في سبتمبر/أيلول من العام نفسه. وذكرت أن سبب الحادث هو سنوات الإهمال وسوء الإدارة. وجاء في الحكم أن "الجناة الحقيقيين ما زالوا طلقاء".