أعلنت الشرطة الأمريكية، الجمعة 2 أبريل/نيسان 2021، أن ضابطاً في شرطة مبنى الكونغرس (الكابيتول) لقي حتفه متأثراً بإصاباته في هجوم بسيارة عند مجمع الكونغرس، وإصابة ضابط آخر، بالإضافة إلى مقتل منفذ الهجوم أيضاً.
جرى ذلك الحادث الجديد بعدما اندفع سائقاً بسيارته صوب أفراد بشرطة مبنى الكونغرس، مما أدى لرفع درجة التأهب في محيط مجمع يضم الكابيتول وبنايات تابعة للكونغرس.
دهس الضباط
من جانبها، قالت يوجاناندا بيتمان، القائمة بأعمال قائد شرطة الكابيتول، في مؤتمر صحفي، إن المشتبه به قاد المركبة بغرض دهس الضباط ثم ترجل واندفع نحوهم ملوحاً بسكين في يده، لافتة إلى أن الشرطة ردت بإطلاق النار على المشتبه به، مما أدى لمقتله.
بدوره، ذكر روبرت كونتي، القائم بأعمال قائد شرطة العاصمة: "لا يبدو الأمر مرتبطاً بالإرهاب، لكن بالتأكيد سنواصل التحقيق"، مشيراً إلى أن الشرطة لا تملك معلومات عن دوافع المُهاجم، كما أنها لم تحدد بعد هويته.
يشار إلى أنه لا يُسمح بالدخول من الحاجز المستهدف بعملية الدهس، لغير الحاصلين على ترخيص.
فيما تداول مغردون لقطات فيديو تُظهر الوجود الأمني الكثيف لقوات الشرطة والحرس الوطني، قرب مبنى الكابيتول، إضافة إلى تداول صور لسيارة مرتكب الحادث، وقد بدا عليها آثار إطلاق الرصاص، من جانب قوات الشرطة.
يذكر أن هناك أنباء تشير إلى أن ضابط الشرطة المُصاب يرقد في حالة صحية حرجة، فضلاً عن أن مشتبهاً به آخر رهن الاحتجاز الآن.
حالة استنفار أمني قصوى
إثر الحادث، فرضت شرطة الكونغرس حالة استنفار أمني قصوى في محيط مبنى الكابيتول.
حيث أغلقت الشرطة كل الطرق المؤدية للمجمع الذي يضم مبنى الكابيتول.
كان شاهد عيان قد قال، لوكالة رويترز، إن الشوارع المحيطة بمبنى الكونغرس، وأبنية تابعة للكونغرس أُغلقت بالفعل، لافتاً إلى أن الشرطة انتشرت بكثافة في المنطقة، اليوم الجمعة، بسبب تهديد أمني، وأغلقت المبنى على خلفية هذا "التهديد".
سبق أن ذكرت الشرطة، في بيان، أنه تم إغلاق المباني كافة، وإبلاغ جميع الموظفين بالبقاء في أماكنهم، وتم منع حركة الدخول والخروج من محيط المبنى، بخلاف أنه طُلب منهم الابتعاد عن النوافذ، بحسب نداء داخلي.
يذكر أن أعضاء الكونغرس لم يكونوا في واشنطن، اليوم الجمعة، لأن مجلسي النواب والشيوخ في عطلة بمناسبة عيد الفصح.
كما كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أيضاً خارج واشنطن، إذ وصل إلى منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ماريلاند في وقت سابق اليوم الجمعة.
سابقة خطيرة في تاريخ أمريكا
جدير بالذكر أن واشنطن شهدت، في سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اقتحموا مبنى الكونغرس؛ وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 300 آخرين على خلفية مشاركتهم في اقتحام الكونغرس.
هذا الاقتحام الذي أثار جدلاً واسعاً داخل وخارج الولايات المتحدة، تم بالتزامن مع جلسة التصديق على فوز خصم ترامب، الديمقراطي والرئيس الحالي، جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية.
منذ الهجوم على الكونغرس، الذي تتزايد الشكوك في عفويته، أرسل البنتاغون تعزيزات من الحرس الوطني إلى العاصمة الفيدرالية لإسناد الشرطة.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع الأمني في الكونغرس يظل على قمة اهتمامات عديد من المشرعين، على الرغم من التضييق الأخير لبعض الإجراءات الوقائية الإضافية التي تم وضعها بعد تمرد 6 يناير/كانون الثاني الماضي.