وثّقت كاميرا مراقبة تابعة لقوات حرس الحدود الأمريكي، الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021، عملية تهريب طفلتين صغيرتين عن طريق إلقائهما من الجدار الحدودي الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.
فيديو تهريب طفلتين
الفيديو يوثق اقتراب شابين من الجدار حيث قاما بتسلقه وإلقاء الطفلتين الصغيرتين من فوق الجدار المرتفع، قرب مدينة "سنلاند بارك" في ولاية نيو مكسيكو، فيما أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن عُمري الطفلتين ثلاثة وخمسة أعوام، وقالت عنهما وسائل إعلام إنهما شقيقتان.
المهربان قاما بإلقاء الطفلتين من الجدار دون أن يعيرا أي اهتمامات لإصابات محتملة قد تلحق بهما مقارنة بارتفاع الجدار الذي يصل إلى 5 أمتار تقريباً، وصغر حجم الطفلتين، إذ ارتطمتا بالأرض بقوة وبدت إحداهما في البداية غير قادرة على الحركة بسبب قوة السقوط، وقد تسبب السقوط من الجدار في وقت سابق بإصابات حرجة لأشخاص بالغين عبروا الحدود عن طريقه.
وبعد إلقاء الطفلتين قام الشابان المهربان بإلقاء جسم تبين في كاميرا المراقبة وكأنه كيس قد يكون به طعام لهما، وبمجرد أن أنهيا المهمة عاد الرجلان إلى المكسيك جرياً في مسار متعرج بين الأعشاب البرية، مبتعدين عن الجدار الحدودي.
غلوريا شافيز، وهي المسؤولة في حرس الحدود الأمريكي، قالت إنها شعرت "بالصدمة" بسبب "الطريقة التي أسقط بها هؤلاء المهربون أطفالاً أبرياء بوحشية من حاجز حدودي طوله 14 قدماً الليلة الماضية"، وأضافت: "لولا يقظة عناصرنا الذين يستخدمون التكنولوجيا المتحركة، لتعرضت هاتان الشقيقتان لعناصر البيئة الصحراوية القاسية لساعات"، كما أكدت تشافيز: "نعمل حالياً مع شركائنا في إنفاذ القانون في المكسيك ونسعى للتعرف على مهربي البشر الشرسين أولئك لمحاسبتهم".
ووفقاً لما نقلت وكالة فرانس برس، فإن الطفلتين تم نقلهما إلى مستشفى محلي للتأكد من سلامتهما.
مئات الآلاف من المهاجرين
ويشار إلى أن السلطات الأمريكية احتجزت نحو 100 ألف مهاجر عند الحدود مع المكسيك، خلال شهر فبراير/شباط 2021، وذلك في أعلى معدل لعدد مَن تم اعتقالهم خلال شهر فبراير/شباط منذ عام 2006.
جاء الإفصاح عن ذلك من قبل مصدرين مطلعين على الأرقام تحدَّثا لوكالة رويترز، السبت 6 مارس/آذار 2021.
تظهر هذه الأرقام الكبيرة مدى الزيادة المتصاعدة للمهاجرين الذين يصلون إلى الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، مع سعي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن للتراجع عن بعض سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب، التي كانت تفرض قيوداً على الهجرة.
كذلك يمثل عدد المهاجرين المحتجزين على الحدود بين أمريكا والمكسيك، في فبراير/شباط 2021، زيادة كبيرة بالمقارنة مع عدد المهاجرين الذين تم احتجازهم، في يناير/كانون الثاني الماضي، والذي بلغ 78 ألفاً.
إدارة بايدن كانت قد اقترحت في فبراير/شباط الماضي، زيادة عدد اللاجئين في السنة المالية 2021 إلى 62.500، مقارنة بـ15 ألفاً كان قد تم تحديدهم إبان عهد ترامب.
لم يكتفِ اقتراح بايدن بزيادة سقف عدد اللاجئين، وهو السقف الذي يحدد عدد اللاجئين الذين يمكن قبولهم في الولايات المتحدة سنوياً، لكنه عدل أيضاً في الفئات التي يمكنها القدوم.
وفي فترة ترشحه، كان بايدن يصف إجراءات ترامب المتعلقة بالهجرة بأنها "هجوم عنيف" على القيم الأمريكية، وقال إنه "سيبطل هذا الضرر" دون التقصير في حماية الحدود.
كما أكد بايدن، في مقابلة مع شبكة "NBC" الإخبارية، في أول مقابلة له منذ إعلان فوزه في انتخابات أمريكا، أنه ملتزم بإرسال مشروع قانون الهجرة إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، مع مسار للحصول على الجنسية الأمريكية لأكثر من 11 مليون شخص لا يحملون وثائق إقامة، مضيفاً أن الأمر سيعتمد على قرار مجلس الشيوخ الأمريكي.
.