أثارت تينا ماكوين، نائبة رئيس الحزب الليبرالي المحافظ الحاكم في أستراليا، جدلاً واسعاً في البلاد، بعد أن نقلت تقارير صحفية تصريحات لها تسخر فيها من الفضيحة الجنسية التي هزت البلاد، كما تشجع على التحرش والاعتداء الجنسي، وهي القضية التي تأتي بعد أيام فقط من خفض رئيس الوزراء الأسترالي رتبة اثنين من كبار المشرعين، لتهدئة الغضب العام بشأن مزاعم الاعتداء التي هزت برلمان البلاد.
وفق تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية، الأربعاء 31 مارس/آذار 2021، فإن ماكوين قدمت فعلاً اعتذارها بعد أن ذكرت إحدى وسائل الإعلام المحلية أنها قالت للعديد من زملائها في الحزب "سأفعل أي شيء مقابل أن يتحرش بي أحدٌ جنسياً في هذه اللحظة".
في أول ظهور إعلامي لها نفت النائبة استخدام هذه الكلمات بالتحديد، وقالت للصحيفة إن ما قصدته في جملة عفوية ساخرة هو أنه: "عندما تصل النساء إلى عمري لا داعي لأن نخشى التعرض للاعتداء الجنسي".
أزمة جديدة للحزب الحاكم
إذ امتنع الحزب الليبرالي عن التعليق على تصريحات تينا، أو ما إذا كانت ستكون هناك أي عقوبات عليها.
وذكر الحزب في بيان: "المسائل التي أثرتموها هي شؤون داخلية للحزب"، ولم يستجب مكتب رئيس الوزراء سكوت موريسون لطلبٍ الحصول على تعليق.
رئيس الوزراء، رفع يوم الإثنين 29 مارس/آذار، عدد النساء في فريقه إلى سبع نساء بعد أن كان عددهن ست نساء، وشكّل فريق عمل لوضع السياسات المتعلقة بقضايا المرأة، بما فيها السلامة والمساواة.
كما شملت التغييرات أيضاً عزل أكبر مسؤول قانوني في البلاد، وزير العدل كريستيان بورتر، من منصبه، بينما يرفع دعوى تشهير ضد تلفزيون الدولة بشأن مزاعم اعتداء جنسي.
المسؤول نفسه، نفى بشدة مزاعم اعتدائه على امرأة في يناير/كانون الثاني عام 1988، عندما كان عمرها 16 عاماً وكان عمره 17 عاماً.
كما خفِّضت رتبة وزيرة الدفاع السابقة في البلاد، ليندا رينولدز، بسبب تعاملها مع حالة اغتصاب مزعومة لموظفة حكومية سابقة، من قبل زميل لها في مكتبها قبل نحو عامين.
فضائح مدوية
خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في جميع أنحاء أستراليا، منذ مطلع الشهر الجاري، مطالبين بإنهاء العنف ضد النساء.
كما تزايدت الادعاءات منذ ذلك الحين، ففي الأسبوع الماضي، ذكرت وكالات أنباء محلية أن غرفةً للصلاة في مبنى البرلمان قد استخدمت في لقاءات جنسية.
بالإضافة إلى ذلك، فُصل مستشار حكومي من منصبه بعد أن نشر صورة لنفسه وهو يمارس فعلاً جنسياً على مكتب إحدى المشرِّعات.
بينما قالت شرطة كوينزلاند، الأربعاء 31 مارس/آذار، إنها تلقّت شكوى من امرأة يُقال إن أحد مشرعي الحزب المحافظ التقط صورة لها بينما كانت ملابسها الداخلية ظاهرة. وقال النائب المدعى عليه أندرو لامينج إنه لن يخوض الانتخابات المقبلة
في حين غردت نائبة زعيم حزب العمال المعارض في مجلس الشيوخ، كريستينا كينيلي، على تويتر، اليوم الأربعاء 31 مارس/آذار، قائلة: "أستيقظ كل يوم معتقدةً بجدية أن الليبراليين لا يستطيعون جعل هذه الأزمة أسوأ، وكل يوم يفوقون أدنى توقعاتي، ويزداد الأمر سوءاً".
بينما قالت جانين هندري، المنظمة الرئيسية لمسيرات الاحتجاج، إن تصريحات تينا تدل على الموقف العام للحزب الليبرالي تجاه النساء.