قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021، إن حادث جنوح سفينة في قناة السويس أعاد التأكيد على أهمية الممر المائي، وأضاف أنه لم يكن يتمنى وقوع حادث مثل جنوح السفينة، لكن ما حدث أعاد التأكيد على أهمية القناة.
تصريحات الرئيس المصري جاءت خلال زيارته لهيئة قناة السويس لتهنئة طاقمها بتعويم السفينة التي علقت في قناة السويس طيلة أسبوع وتسببت في أزمة للتجارة العالمية قبل أن تتكلل الجهود بتحريرها الإثنين 29 مارس/آذار.
كانت إيفر غيفن قد انحرفت وأغلقت القناة بالعرض في قطاع جنوبي منها صباح 23 مارس/آذر، إثر رياح قوية، مما أدى إلى توقف حركة الشحن في أقصر طريق للشحن البحري بين أوروبا وآسيا.
"رُبَّ ضارة نافعة"
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن قناة السويس ترسخت في أذهان التجارة العالمية، في ظل الحديث عن وجود بدائل لها.
كما أوضح الرئيس المصري خلال حديثه أثناء زيارته لقناة السويس: "القناة ترسخت في أذهان التجارة العالمية.. في ظل الكلام اللي بيتقال عن بدائل.. لا ده مرفق عالمي.. 13% من حجم التجارة ينقل من عندكم.. رُبَّ ضارة نافعة.. قناة السويس قادرة وباقية ومنافسة".
أضاف السيسي، خلال تفقده مركز التدريب البحري التابع لهيئة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية: "الأزمة أكدت على حاجة ما كُنتش أتمنى إنها تحصل.. لكن الأقدار بتعمل أفعالها.. وشاورت وأكدت ونبهت على الدور الكبير والأهمية الكبيرة لواقع بقاله 150 سنة".
فيما أكد الرئيس المصري أنه كان يتابع تطورات السفينة الجانحة في قناة السويس بشكل كامل، قائلاً: "كنت متابع الموضوع مع الفريق أسامة ربيع في توقيتات تستغربوها جداً.. كان فيه تواصل الساعة 4 الصبح.. وكنت مطمئن إن كل الأمور هتعدي على خير".
استئناف حركة الملاحة بقناة السويس
استؤنفت حركة الملاحة بقناة السويس مساء الإثنين بعد تعويم سفينة الحاويات الضخمة إيفر غيفن التي سدَّت الممر المائي لقرابة أسبوع، بينما تنتظر أكثر من 400 سفينة عبور الممر الملاحي.
إذ قال أسامة ربيع رئيس الهيئة: "السفينة من أول ما عومناها كانت جاهزة للإبحار المحدود بعد الفحص المبدئي، ولا حاوية من حاوياتها تضررت لكن الفحص الثاني هيبقى دقيق جداً ولو تأثرت كان هيبان عليّا".
فيما قال مصدر في قناة السويس إن فرق الإنقاذ التابعة لهيئة قناة السويس والعاملة مع فريق من شركة سميت سالفدج الهولندية، تمكنت من إعادة تعويم السفينة جزئياً فجر الإثنين وضبطت اتجاهها بطول بالقناة. وبعد عدة ساعات عادت لفترة وجيزة بعرض القناة قبل أن تتمكن القاطرات من تعويمها بالكامل مع تغير المد.
بينما قال بيتر بيردوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس، وهي الشركة الأم لشركة سميت سالفدج التي ساعدت في جهود تعويم السفينة الجانحة بعد إعادة تعويمها: "ضغط الوقت لإتمام هذه العملية كان واضحاً وغير مسبوق".
قالت الشركة إنه تم تكريك نحو 30 ألف متر مكعب من الرمال لإعادة تعويم سفينة الحاويات التي تزن 224 ألف طن وإن 11 قاطرة وقاطرتين بحريتين قويتين استُخدمت لسحب السفينة.
طابور من السفن في انتظار المرور
من جهة أخرى، قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن الهيئة تتوقع مرور 140 سفينة من الممر المائي الثلاثاء، بعد أن عبرت 113 سفينة الليلة الماضية في أعقاب تعويم سفينة حاويات جنحت في مجرى القناة.
ذكر ربيع أن 95 سفينة ستعبر بحلول الساعة 1900 بالتوقيت المحلي و45 سفينة أخرى بحلول منتصف الليل، وعبَّر عن أمله في الانتهاء من عبور السفن التي توقفت بسبب الأزمة خلال ثلاثة إلى أربعة أيام.
فيما قالت قناة النيل التلفزيونية إن السفن التي تنتظر عبور القناة تشمل عشرات من سفن الحاويات وسفن البضائع الصب وناقلات النفط وناقلات الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال. وقال ربيع إن حركة المرور ستعود إلى طبيعتها في غضون أربعة أيام.
أضاف أن السفن المماثلة في الحجم لإيفر غيفن، وهي من أكبر سفن الحاويات في العالم، يمكنها العبور بأمان، وأن هيئة قناة السويس لن تغير سياستها الخاصة بقبول مرور مثل تلك السفن.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر في صناعة الشحن أن ملاك السفن ومستأجريها الذين لم يتمكنوا من الإبحار عبر قناة السويس لنحو أسبوع يواجهون خسائر مالية لا تقل عن 24 مليون دولار لن يستطيعوا تعويضها، لأن بوالص التأمين الخاصة بهم لا تغطيها.