أعادت عدة دول حول العالم فرض قيود جديدة، لمواجهة الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وقررت بعضها الدخول في إغلاق تام، في حين تسجل أمريكا اللاتينية أرقاماً مفزعة بأعداد الوفيات والإصابات.
تشديد القيود في أوروبا
في أوروبا عزّزت فرنسا التي تعاني من وضع وبائي "حرج"، السبت 27 مارس/آذار 2021، من عمليات التحقق والتفتيش لفرض احترام منع السفر والتنقل، ووسعت نطاق القيود المفروضة في 16 مقاطعة فرنسية، من بينها باريس ومنطقتها، لتشمل منذ منتصف ليل الجمعة ثلاث مقاطعات أخرى.
تتضمن التدابير أيضاً منع التنقل لمسافة تزيد عن 10 كيلومترات من دون إذن، ومغادرة المنطقة من دون سبب مقنع، إضافة إلى إغلاق المحلات التجارية، وقد أغلقت المتاجر بالفعل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن خلافاً لدول أخرى، قررت فرنسا ترك المدارس مفتوحة، بسبب مخاطر التسرب المدرسي، والمشاكل النفسية لدى التلاميذ المحجورين.
في بقية أرجاء البلاد، يفرض حظر تجول بين الساعة 19,00 والسادسة صباحاً، فيما الحانات والمطاعم والمراكز الثقافية مقفلة في كل أرجاء البلاد.
أمام هذا الوضع، أعلنت مدريد، أمس السبت، طلب فحص "بي سي آر" سلبي النتيجة يجرى قبل أقل من 72 ساعة، من أي شخص يرغب في عبور الحدود البرية الفرنسية لدخول إسبانيا.
في بلجيكا أيضاً، مُنع أصحاب المهن غير الطبية التي تتطلب تواصلاً مع الزبائن، ومن بينهم الحلاقون، من ممارسة عملهم لمدة أربعة أسابيع.
إضافة لذلك، يُمنع على المتاجر غير الأساسية التي لا تشمل محال المواد الغذائية والصيدليات والمكتبات، استقبال الزبائن إلا بموجب موعد مسبق.
من جانبها، قررت بولندا إغلاق دور الحضانة ورياض الأطفال ومتاجر الأثاث والخردوات، فضلاً عن صالونات التجميل وتصفيف الشعر، وفي الكنائس، ستحدد مساحة 20 متراً مربعاً لكل شخص، في مقابل 15 متراً مربعاً في السابق.
وضع سيئ في بلدان عدة
وليست الدول الأوروبية الوحيدة التي تلجأ إلى تشديد القيود، فقد أعلنت الفلبين أمس السبت إغلاقاً، اعتباراً من يوم غدٍ الإثنين 29 مارس/آذار 2021، في مانيلا وضواحيها، يشمل 24 مليون شخص، فيما تواجه المستشفيات صعوبات في مواجهة الارتفاع الكبير بإصابات كورونا .
في كينيا التي تواجه الموجة الثالثة من الوباء، فقد عزلت السلطات العاصمة نيروبي وأربع مناطق مجاورة لها عن بقية أرجاء البلاد، منذ ليل الجمعة السبت، وأغلقت المدارس فيها.
أما في تشيلي، فخضع أكثر من 80% من السكان اعتباراً من أمس السبت للحجر التام، من دون إمكانية الخروج لشراء السلع الأساسية حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع، لمواجهة الارتفاع الكبير جداً في إصابات كورونا رغم حملة التلقيح الفعالة فيها.
ويضرب الفيروس أمريكا اللاتينية بشكل كبير، فقد أعلنت البرازيل يوم الجمعة الماضي عدداً قياسياً جديداً من الوفيات بمرض كوفيد-19 بلغ 3650، فيما سجلت يوم أمس السبت 3438 وفاة.
كذلك سجلت البيرو حوالي 12 ألف إصابة في يوم واحد، وهو عدد قياسي أيضاً، وفي الأرجنتين سجلت البلاد يوم الجمعة الماضي حوالي 13 ألف إصابة جديدة، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من شهرين، فيما أعلنت بيونس آيريس تعليق الرحلات الجوية الوافدة من البرازيل وتشيلي والمكسيك.
أما المكسيك، أكثر دولة تسجيلاً للوفيات بعد الولايات المتحدة والبرازيل، فقد تجاوزت مع نهاية الأسبوع الماضي عتبة 200 ألف وفاة.
وضع مأساوي باليمن
عربياً، يعاني اليمن بشكل رئيسي من الانتشار الكبير للجائحة، وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، أمس السبت، من تسجيل "ارتفاع حاد" في الإصابات الخطرة بكوفيد-19 باليمن، الذي تعاني منظومته الصحية.
كتبت المنظمة غير الحكومية في تغريدة: "تشهد منظّمة أطباء بلا حدود ارتفاعاً حاداً في أعداد المصابين بمرض كوفيد-19، الذين يعانون من حالات حرجة تستدعي الاستشفاء، وذلك في عدن وفي مختلف أنحاء اليمن".
رئيس بعثة منظّمة "أطباء بلا حدود" في اليمن، رفاييل فيخت، قال "نحن نحثّ جميع المنظّمات الطبية الإنسانية المتواجدة في اليمن على زيادة حجم استجاباتها الطارئة لمرض كوفيد-19 بسرعة. كذلك ينبغي على المانحين الدوليين الذين يقلّصون التمويل الإنساني التحرك على وجه السرعة".
وتسبب فيروس كورونا في وفاة 2,768,431 شخصاً في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض، نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، حسب تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية، استناداً إلى مصادر رسميّة، السبت 27 مارس/آذار 2021.