قالت هيئة السكك الحديدية في مصر، الجمعة 26 مارس/آذار 2021، إن قطارين اصطدما، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى بعد أن استخدم "مجهولون" مكابح الطوارئ بالقرب من مدينة سوهاج.
كما أضافت هيئة السكك الحديدية المصرية أن المكابح تسبَّبت في توقف أحد القطارين واصطدام الآخر به من الخلف، وأنها تُجري مزيداً من التحقيقات، لمعرفة تفاصيل الحادث الذي خلَّف 32 قتيلاً وعشرات الجرحى، في حصيلة أولية.
عشرات القتلى والجرحى
فقد أعلنت وزارة الصحة والسكان، الجمعة، عن وفاة 32 مواطناً وإصابة 66 آخرين في حادث تصادم قطارين خروج 3 عربات عن القضبان بمحافظة سوهاج جنوب القاهرة .
فيما قال مصدر طبي مصري إن السلطات أعلنت حالة الاستعداد القصوى في مستشفيات سوهاج لاستقبال المصابين والوفيات.
من جهته، قال وزير النقل المصري الفريق كامل الوزير إنه أمر بالتحفظ على سائقي قطارَي طهطا بمحافظة سوهاج.
أول تعليق من السيسي على الحادث
في أول تعليق له على الفاجعة، كتب الرئيس المصري على صفحته في فيسبوك: "تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي شاهدناه اليوم بتصادم قطارين في محافظة سوهاج".
كما أضاف أن "الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم، لن يزيدنا إلا إصراراً على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث، ولقد وجَّهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة".
على أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبَّب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة، على حد قول الرئيس المصري.
كما توجَّه السيسي بكامل العزاء لأسر الشهداء الذين لقوا ربهم، قائلاً: "أقدم لأسر المصابين كامل المواساة والدعم وأمنياتي بالشفاء العاجل إن شاء الله".
فيما وجَّه السيسي الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا.
حالة رعب وخوف
فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة 26 مارس/آذار 2021، فيديو صادماً وثَّق حالة الرعب والخوف التي عاشها مواطنون مصريون بعد اصطدام قطارين بمدينة سوهاج جنوب العاصمة القاهرة، والذي أوقع قتلى ومصابين.
الفيديو الذي تم تداوله يُظهر مواطنين وهم تحت القطار بعد اصطدامه فيما بدت امرأة أربعينية وهي تطلب المساعدة والنجدة لإخراجها من القطار المحطم قائلة: "خرّجني يا ابني، أروح فين؟".
فيما تعالت أصوات المصابين الذين عَلِقوا داخل القطار مطالبين بالمساعدة من أجل النجاة والفرار من مصير الموت، إذ استنجد شاب تغطيه الدماء من حوله لمساعدته في الخروج من تحت الأسوار الحديدية، بينما تطايرت أصوات الاستغاثة من قِبل شاب غطته الأتربة.
حوادث متكررة في مصر
تشهد البلاد بصورة متكررة حوادث سكك حديدية ومرور مأساوية. وأكثر الحوادث دموية وقع في عام 2002 عندما لقي 373 شخصاً حتفهم بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم جنوب العاصمة.
ونهاية شهر شباط/فبراير 2019 شهدت محطة رمسيس للقطارات في القاهرة حادثاً مروعاً، حين صدم قطار مسرع حائطاً عند طرف رصيف المحطة، مما تسبب بانفجار واندلاع حريق ضخم أدى إلى مصرع 22 شخصاً.
تسبب هذا الحادث في استقالة وزير النقل هشام عرفات، وقيام الرئيس المصري في آذار/مارس بتكليف كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالجيش آنذاك ليتولى مسؤولية قطاع النقل والمواصلات.
يُذكر أنه لدى مصر واحدة من أقدم وأكبر شبكات السكك الحديدية في المنطقة وتشيع بها حوادث القطارات التي تخلّف قتلى ومصابين. وأسفر حادث تصادم قطارين بمحافظة الإسكندرية عن مقتل أكثر من 40 شخصاً عام 2017.
لطالما شكا المصريون من أن الحكومات المتعاقبة لا تطبق معايير السلامة الأساسية في شبكة السكك الحديدية.