تحولت السفينة العملاقة العالقة في قناة السويس منذ أربعة أيام إلى مادة للتندر والسخرية، حيث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين سيل من الصور والتعليقات الساخرة والنكات.
وتعطلت حركة التجارة العالمية بسبب أزمة قناة السويس، لكن لم يصب أحد، كما لم تحدث أضرار بيئية حتى الآن، ومع عدم وجود توقعات واضحة بخصوص المدة التي ستبقاها السفينة في القناة، تحولت الأزمة إلى حالة من السخرية.
وانتشرت الصور للرجلين اللذين تحولا إلى قزمين بجانب جسم السفينة العملاقة التي يحاولان إنقاذها مصحوبة بتعليقات على تويتر مثل "هذان الرجلان وحفارهما يحاولان حالياً إنقاذ التجارة العالمية".
وأصبح لحساب "الرجل صاحب الحفار في قناة السويس" حوالي 15000 متابع بحلول الساعة 0600 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة بعنوان رئيسي للحساب يقول: "أبذل قصارى جهدي. لا أعدكم بشيء".
وعلى الحساب انتشرت عبارات على غرار "أبحث عن اسم لحفاري، الحفار الدائم" وعبارات أخرى تدلل على الشعور بالمرارة بسبب إلغاء إجازته من قبل المديرين.
وصمم مستخدمو الإنترنت أيضاً صوراً بمكعبات الليجو للحفار وقوس مقدمة سفينة الحاويات، التي تنقل السلع الاستهلاكية من المصانع الصينية إلى المنازل الأوروبية.
وبمجرد أن تبين أن السفينة قد تظل عالقة لأسابيع، سرعان ما أُنشئ موقع على الإنترنت بعنوان "هل لا تزال السفينة عالقة دوت كوم".
وفي تغريدة أخرى، شبَّه مغرِّد بين قيام حفار صغير بإنقاذ سفينة ضخمة، وبين مشاكل الإنسان اليومية وما يفعله للقيام بحلها.
وفي مشاركة أخرى، أضاف مغرِّد صورة السيناتور الأمريكي ساندرز التي اشتهرت خلال حفل تنصيب الرئيس جو بايدن إلى صورة السفينة العالقة.
كما وجد أحد المغردين الحل الأفضل لأزمة السفينة العالقة.
وانتشرت الصور الساخرة عبر الإنترنت مثل صور سفن الشحن التي تتكدس في البحر الأحمر. ومن بين أكثرها شعبية ما تطرق إلى قلق العام الماضي والوباء وأُطلق في إحداها على السفينة العملاقة وصف "اكتئاب وقلق كوفيد" وعلى الحفار الصغير بأنه "يتجول في نزهته اليومية".
توقف الملاحة في قناة السويس
وقالت هيئة قناة السويس إنها أوقفت حركة الملاحة في قناة السويس مؤقتاً بينما تستمر منذ ثلاثة أيام جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة طولها 400 متر تعطل المرور وتعمل ثمانية زوارق قَطْر على تعديل وضعها.
هيئة قناة السويس أوضحت، في بيان، أن السفينة إيفر غيفن جنحت، صباح الثلاثاء 23 مارس/آذار، وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية؛ نظراً لمرور البلاد بعاصفة ترابية، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".
بينما قالت هيئة قناة السويس في بيان: "تتم عمليات الإنقاذ الحالية من خلال إدارة التحركات بالهيئة وبواسطة 8 قاطرات أبرزها القاطرة بركة 1 بقوة شد 160 طناً، حيث يتم الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة".
فيما ذكر بيتر بيردوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس الهولندية التي تحاول تعويم السفينة، أن من السابق لأوانه تحديد المدة التي قد تستغرقها المهمة.
قال بيردوفسكي لبرنامج يبثه التليفزيون الهولندي: "لا يمكننا استبعاد أن المسألة قد تستغرق أسابيع.. حسب الوضع". وأضاف أنه تم رفع مقدمة السفينة ومؤخرتها على جانبي القناة.
مضى قائلاً: "الأمر يشبه جنوح حوت ضخم على الشاطئ. إنه وزن هائل على الرمال. قد نضطر إلى الجمع (في مهمتنا) بين تقليل الوزن عن طريق نقل الحاويات والزيت والمياه من السفينة بالإضافة إلى زوارق القطر وجرف الرمال".
وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، مما خلق واحداً من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات.
بينما قالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم)، التي تتولى الإدارة الفنية للسفينة إيفر غيفن، إن الجرافات تعمل على إزالة الرمال والطين من حول السفينة لتعويمها، بينما تعمل زوارق القطر مع الرافعات الموجودة على السفينة لتحريكها.