أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس 25 مارس/آذار 2021، أن إدارة الرئيس جو بايدن تبحث الاعتراف بأن الجرائم التي تعرض لها مسلمو الروهينغا على يد الجيش الميانماري "إبادة جماعية".
حيث قال نائب مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، سكوت بوسبي، في كلمة له خلال مشاركته في جلسة خاصة للكونغرس حول التطورات الأخيرة بميانمار، رداً على سؤال حول اعتبار الولايات المتحدة أحداث العنف في ميانمار إبادة جماعية أم لا، إن "مناقشة هذا الأمر بدأت، ولا يمكن الخوض في التفاصيل الآن، لكن الوزير أنتوني بلينكن يتابع الموضع عن كثب، وسنعطي جواب ذلك في وقت قريب".
قلق أممي بالغ
كان المنسق الأممي المقيم للشؤون الإنسانية بميانمار، أندرو كيركوود، قد أكد أنهم في غاية القلق بشأن أوضاع المسلمين الروهينغا بإقليم "أراكان" (غرب)، لافتاً إلى أن أحوالهم لم تتحسن، خاصة في ظل جائحة كورونا التي زادت من حجم الصعاب التي يواجهونها هناك.
كيركوود أضاف: "نحن قلقون على وجه الخصوص بالنسبة للروهينغا الذين هم في المعسكرات، ومع ذلك يمكن القول إننا لاحظنا أنه منذ الانقلاب خف الوجود العسكري في الولاية (أراكان)".
مصرع 15 وفقدان 400 شخصاً
في سياق متصل، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، أن 15 على الأقل لقوا حتفهم في حريق ضخم اندلع بمخيم للاجئي الروهينغا في بنغلادش، واعتُبر 400 في عداد المفقودين، وربما يكونون في مكان ما وسط الأنقاض.
إذ قال يوهانس فان دير كلاو المسؤول بالمفوضية: "إنه (الحريق) ضخم ومدمر"، مشيراً إلى أن المفوضية تلقت تقارير عن إصابة 560 بجروح ونزوح نحو 45 ألفاً.
أكبر مخيم للاجئين في العالم
يُذكر أن بنغلاديش تستضيف أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا في مخيمات مدينة "كوكس بازار"، التي تعتبر أكبر مخيم للاجئين بالعالم.
كانت بنغلاديش قد تعرضت لانتقادات كثيرة، بسبب عدم تشاورها مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهيئات إغاثة أخرى بشأن نقل اللاجئين.
إذ أكد مكتب الأمم المتحدة في بنغلاديش، في بيان سابق، أنه "لا يشارك" في عمليات النقل هذه، التي يتلقَّى "معلومات قليلة" بشأنها، مشدداً على أن اللاجئين "يجب أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرار حر ومبنيّ على الوقائع بشأن إعادة توطينهم".
مخيمات تعاني من البؤس
كان التدفق الهائل للاجئين قد أدى إلى إنشاء مخيمات تعاني من البؤس الذي تفاقم مع انتشار فيروس كورونا المستجد وسمح بازدهار تهريب المخدرات.
وزدات عملية إعادة مواطني الروهينغا إلى وطنهم ميانمار صعوبةً بعد ما شهدته البلاد من انقلاب عسكري نفذه قادة بالجيش في 1 فبراير/شباط الجاري.
تجدر الإشارة إلى أن ميانمار تعتبر الروهينغا "مهاجرين غير نظاميين" جاؤوا من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم".
مجازر وحشية ضد الروهينغا
تجدر الإشارة إلى أنه في العام 2012، اندلعت اشتباكات بين البوذيين والمسلمين في مقاطعة أراكان غربي ميانمار، قُتل على أثرها آلاف المسلمين، وأُضرمت النيران في مئات المنازل والمحال التجارية.
فيما تشن القوات المسلحة في ميانمار وميليشيات بوذية، منذ 25 أغسطس/آب 2017، حملة عسكرية تتضمن مجازر وحشية ضد الروهينغا في أراكان.
هذه الجرائم المستمرة أسفرت عن مقتل وتعذيب آلاف الروهينغيين من الرجال والنساء والأطفال المسلمين، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة.
بحسب الأمم المتحدة، بلغ عدد اللاجئين الفارين من العنف والظلم في أراكان، اعتباراً من أغسطس/آب 2017، نحو 900 ألف، بينما ما زال 600 ألف يعيشون في بورما، لكن دون حقوق المواطنة.
إزاء تلك الانتهاكات "البشعة"، تصف الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية أحداث العنف التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا، بأنها "تطهير عرقي" أو "إبادة".
جدير بالذكر أنه في مطلع فبراير/شباط الماضي، نفذ قادة بالجيش انقلاباً عسكرياً تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس وين مينت، والمستشارة أونغ سان سو تشي.
إثر هذا الانقلاب، خرجت مظاهرات شعبية رافضة في عموم البلاد، لتعلن الإدارة العسكرية فرض الأحكام العرفية في 7 مناطق بمدينتي يانغون وماندلاي، في ظل استمرار الانتهاكات ضد الروهينغا.