خفضت شركة "أسترازينيكا" البريطانية-السويدية، الأربعاء 24 مارس/آذار 2021، فاعلية لقاحها المضاد لكوفيد-19 من 79 إلى نسبة 76% في الوقاية من الأعراض المرضية للفيروس، وذلك بعد بيانات محدثة لنتائج تجربة سريرية أجرتها الشركة على خلفية انتقادات دولية وتشكيكات في فاعلية اللقاح.
أسترازينيكا تواجه أزمات
الشركة البريطانية-السويدية قالت في بيان لها إنّ نتائج "التحليل الأولي لتجارب المرحلة الثالثة (للّقاح) في الولايات المتّحدة أكّدت أنّ فاعليته كانت متوافقة" مع البيانات التي أعلنت يوم الإثنين.
ودافعت الشركة الدوائية، الإثنين، عن لقاحها الذي يواجه مشاكل في الاتحاد الأوروبي، مؤكّدة أنّه فعّال بنسبة 79% ضدّ فيروس كورونا لدى الأشخاص المسنّين ولا يزيد خطر حصول جلطات دموية، وذلك استناداً إلى تجارب سريرية أُجريت في الولايات المتحدة على 32449 شخصاً.
لتواجه الشركة مشكلة ثانية بعد أن أعرب المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في واشنطن عن "قلقه من أن تكون أسترازينيكا قد استخدمت معلومات قديمة في هذه التجارب، وهو أمر أدّى إلى رؤية غير كاملة لفاعلية اللقاح".
تشكيك في فاعلية اللقاح
ويأتي هذا بعد أن شكك مجموعة من المراقبين المستقلين التابعين لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية في المعلومات التي قدمتها شركة أسترازينيكا بشأن فاعلية لقاحها، واتهموا الشركة بتقديم معلومات قديمة، ودعوها لتقديم بيانات حديثة وأكثر دقة حول لقاح أسترازينيكا، وفق ما نشرته وكالة Associated Press الأمريكية، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021.
بينما دافع مختبر لقاح أسترازينيكا عن لقاحه الذي يرفض قسم كبير من الأوروبيين تلقيه، مؤكداً أنه فعّال لدى الأشخاص المسنّين ولا يزيد خطر حصول جلطات دموية، كما أن وكالة الدواء الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية دافعتا بدورهما عن "فاعلية اللقاح" البريطاني.
سباق التلقيح
رغم التشكيك في جدوى بعض اللقاحات وفاعليتها، مثل لقاح أسترازينيكا، سرعت الدول الغنية من حملات التطعيم، لكن المخاوف تتزايد حول تزويد بقية دول العالم باللقاحات.
إذ كتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تغريدة، الأربعاء 24 مارس/آذار: "أشعر بقلق عميق؛ لأن العديد من الدول منخفضة الدخل لم تتلقّ بعد جرعة واحدة من لقاح فيروس كورونا".
أضاف: "اللقاحات يجب أن تكون ذات فائدة عالمية. يجب أن يتحد العالم لجعل هذا حقيقة".
اتخذ الوباء منعطفاً نحو الأسوأ في العديد من الدول، حيث اقترب الإصابات في جميع أنحاء العالم من المليونين، وتجاوزت حصيلة الوفيات اليومية في البرازيل للمرة الأولى ثلاثة آلاف، فيما يواجه قطاعها الصحي صعوبات كبرى مع تزايد عدد الإصابات.
فيما قال مسؤولون، الثلاثاء، إن إمدادات الأوكسجين الطبي لمرضى فيروس كورونا تراجعت إلى مستويات "مقلقة" في ست من ولايات البرازيل البالغ عددها 27 ولاية.
أثار التحذير مخاوف من تكرار المشاهد المروعة في مدينة ماناوس الشمالية، في كانون الثاني/يناير، حين أدى النقص في الأوكسجين إلى اختناق عشرات المرضى.
قالت الطبيبة أديل بنزاكين، العاملة في ماناوس، لوكالة فرانس برس: "لا يمكن وصف رؤية عائلات تهرع لإيجاد عبوات أوكسجين، والخلافات أمام محل بيع هذه العبوات". وأضافت: "كان الأمر مثل حرب، فوضى قصف حين يركض الناس يائسين دون أن يعرفوا ماذا يفعلون".