قالت القيادة الأمريكية لمنطقة المحيط الهادئ إنها تراقب الوضع وتتشاور مع الحلفاء بعد تأكيدات أطلقتها واشنطن وطوكيو وسيول بأن كوريا الشمالية قد أطلقت مقذوفتين يعتقد أنهما صاروخان باليستيان، وذلك في أول تجربة من هذا القبيل منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في يناير/كانون الثاني.
بحسب وكالة رويترز، فإن إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية محظور بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، وإذا تأكد الإطلاق فسيمثل تحدياً جديداً لجهود بايدن للحوار مع بيونغ يانغ، والتي قوبلت بالرفض حتى الآن.
تجربة صاروخية
شبكة (CNN) الإخبارية نقلت عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، تأكيده أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين قصيري المدى في الساعات الأولى من اليوم الخميس، وفق تقييمات استخبارية.
المسؤول الأمريكي أشار إلى أن مجتمع الاستخبارات والجيش الأمريكي ما زال يحلل البيانات من تجربة الإطلاق لتحديد نوع الصاروخ الذي تم إطلاقه وإلى أي مدى ذهب، بحسب الشبكة.
والأقمار الصناعية الأمريكية قادرة على اكتشاف الإشارات الحرارية لإطلاق صاروخ على الفور تقريباً، ولا يُعرف بعد ما إذا كانت الصواريخ قصيرة أو متوسطة أو طويلة المدى، مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM).
قلق لدى الجيران
من جانبه، أعرب مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية عن قلقه البالغ إزاء الخطوة التي أقدمت عليها الجارة الشمالية.
ومن جهته، قال رئيس وزراء اليابان يوشيدي سوغا إن إطلاق بيونغ يانغ صاروخين باليستيين "يشكل تهديداً لأمن اليابان والمنطقة".
بدورها، قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن ما لا يقل عن "مقذوفين غير محددي النوع" أُطلقا في البحر من مقاطعة هامغيونغ الجنوبية على ساحل كوريا الشمالية الشرقي.
فيما حذر خفر السواحل الياباني في وقت سابق السفن من الاقتراب من أي أجسام سقطت، وطلب منها بدلاً من ذلك أن تمدّه بأي معلومات ذات صلة بالواقعة.
تحدٍّ لإدارة بايدن
ويعدّ هذا أول اختبار من هذا القبيل ترِد أنباء بشأنه منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، علماً بأن إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية محظور بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي.
حيث قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن كوريا الشمالية لم ترد على محاولات تواصل دبلوماسي سرية من الإدارة الأمريكية، منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، كان بعضها مع بعثة بيونغ يانغ في الأمم المتحدة.
المسؤول الأمريكي الكبير تحدث لوكالة رويترز، السبت 13 مارس/آذار 2021، دون أن يتم الكشف عن اسمه، وكشف تفاصيل قليلة عن المسعى الدبلوماسي الأمريكي، لكنه أوضح أن الإدارة بذلت جهوداً للتواصل مع حكومة كوريا الشمالية "من خلال عدة قنوات بدءاً من منتصف فبراير"، وأضاف قائلاً: "حتى اليوم، لم نتلق أي رد من بيونغ يانغ".
يأتي ذلك، بينما تلتزم إدارة بايدن حتى الآن الحذر بشأن وصف طبيعة نهجها مع كوريا الشمالية علناً، وتقول إنها تجري مراجعة شاملة للسياسة الأمريكية تجاه البلد الآسيوي، في أعقاب الانخراط غير المسبوق بين الرئيس السابق دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وأحرزت بيونغ يانغ تقدماً سريعاً في مجال تطوير قدراتها الصاروخية في عهد الزعيم كيم جونغ-أون، إذ إنها اختبرت في 2017، في ذروة التوتر بينها وبين واشنطن، صواريخ قادرة على الوصول إلى البر الأمريكي بأسره.