قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، 23 مارس/آذار 2021، إن سياسة التنمر والمضايقات في منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك تسمح بتعرض "الشخصيات العامة" للاستهداف بطرق تختلف عن الأشخاص العاديين، وهذا يشمل "الدعوات بموتهم".
إذ يُعرّف فيسبوك الشخصيات العامة على أنّها تشمل الأشخاص الذين قد يكونون مشهورين لمجرد امتلاكهم عدداً كبيراً من المتابعين على الشبكات الاجتماعية، أو لمجرد تغطية أخبارهم من وقتٍ لآخر في الصحف المحلية.
أهداف لأنواع من الإساءة
تُعتبر الشخصيات العامة بذلك أهدافاً ممكنة لأنواعٍ معينة من الإساءة، "لأنّنا نرغب في السماح بالمناقشة، التي تتضمن عادةً تعليقات ناقدة للأشخاص الذين يظهرون في الأخبار"، بحسب توضيح فيسبوك للمشرفين الداخليين.
في الإرشادات المفصلة التي اطلعت عليها صحيفة The Guardian، والتي تتجاوز الـ300 صفحة ويعود تاريخها إلى ديسمبر/كانون الثاني عام 2020، يُفصّل فيسبوك كيفية التمييز بين الأفراد العاديين وبين الشخصيات العامة.
إذ نصّت الإرشادات على التالي: "بالنسبة للشخصيات العامة نقوم بإزالة الهجمات الشديدة وبعض أنواع الهجوم الذي يتضمن إشارةً مباشرة إلى اسم حساب الشخصية العامة في المنشور أو التعليق. أما بالنسبة للأفراد العاديين فإنّ حمايتنا تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ نُزيل المحتوى الذي يُقصد به الإهانة أو التشهير، وهذا يشمل المزاعم بشأن النشاط الجنسي لشخصٍ ما على سبيل المثال".
استهداف الأفراد العاديين
لا يُمكن استهداف الأفراد العاديين بـ"دعوات الموت" على فيسبوك، لكن بينما لا يُمكن استهداف الشخصيات العامة بتلك الدعوات "عن عمد" فقط، فمن المشروع بموجب سياسات المضايقات على فيسبوك أن يتمنى شخصٌ ما موت أحد المشاهير المحليين، ما دام أنّه لم يضع علامةً باسم حساب ذلك المشهور في المنشور مثلاً.
من ناحية أخرى لا يُمكن أن تتعرض الشخصيات العامة للمحتوى الذي "يُثني على، أو يحتفي بـ، أو يسخر من موتهم أو إصاباتهم الجسدية الخطيرة".
وتعريف الشركة للشخصيات العامة فضفاضٌ بعض الشيء. فجميع الساسة يُعتبرون من الشخصيات العامة، بغض النظر عن منصبهم الحكومي، وما إن كانوا منتخبين أو مرشحين للمنصب، وكذلك من الصحفيين المعينين "للكتابة/للحديث علناً".
تجاوز أعداد المعجبين
كما أنّ الشهرة على الإنترنت كافيةٌ لاعتبار المستخدم من الشخصيات العامة في حال تجاوز عدد معجبيه أو متابعيه الـ100 ألف شخص على أحد حساباته في الشبكات الاجتماعية. وكذلك فإنّ الظهور في الأخبار كافٍ لتجريد المستخدمين من الحماية التي يتمتعون بها.
في محاولتها لتعريف كافة جوانب المضايقات، تضمنت قواعد فيسبوك بعض التفاصيل الصادمة أيضاً. إذ يُمكن للمستخدمين التنمر على الموتى مثلاً، بشرط أن يكونوا قد ماتوا قبل عام 1900. كما يُسمح لهم أيضاً بالتنمر على الشخصيات الخيالية (إذ طُلِبَ من المشرفين عدم اتّخاذ أيّ إجراء ضد محتوى "هومر سمبسون عاهرة").
سبب إزالة المحتوى فقط في حال الإشارة إلى اسم حساب الشخصية العامة مباشرة يرجع إلى قناعة فيسبوك بأنّ الأمر يتحوّل حينها إلى "إيذاءٍ مُتعمّد" ويعني أنّ الشخصية العامة ستراه على الأرجح.
من ناحية أخرى فقد قال متحدثٌ باسم فيسبوك في وقتٍ سابق إنهم يعتقدون أنه من الضروري السماح بمناقشةٍ ناقدة للساسة وغيرهم من الشخصيات العامة. ولكن ذلك لا يعني أنهم يسمحون للناس بالإساءة للآخرين والتحرش بهم على على فيسبوك.