ردّ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، بالمثل على تصريحات لرئيس الجمهورية، بأن خيّر ميشال عون، بين تمرير التشكيلة الوزارية أو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
ففي وقت سابق من الأربعاء، وضع ميشال عون أمام الحريري خيارين: إما الحضور إلى القصر الرئاسي من أجل تشكيل فوري للحكومة بـ"الاتفاق" معه، وإما التنحي عن المهمة المُكلف بها منذ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020 عقب اعتذار مصطفى أديب عن عدم تشكيل الحكومة لتعثر مهمته.
إعلان تشكيل حكومة جديدة
قال الحريري، في بيان: "سأتشرف بزيارته (عون) للمرة السابعة عشرة فوراً إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع عديدة، والوصول الفوري إلى إعلان تشكيل الحكومة".
عقب شهرين من تكليفه، أعلن الحريري أنه قدم إلى عون "تشكيلة حكومية تضم 18 وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين".
لكن عون (مسيحي ماروني) أعلن آنذاك اعتراضه على ما سماه "تفرد الحريري بتسمية الوزراء، خصوصاً المسيحيين، دون الاتفاق مع الرئاسة".
تابع الحريري أنه في حال وجد رئيس الجمهورية نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، لوقف الانهيار الذي تعاني منه البلاد والعباد، فسيكون عليه أن يصارح اللبنانيين بالسبب الحقيقي الذي يدفعه إلى محاولة تعطيل إرادة المجلس النيابي
أسوأ أزمة اقتصادية
يذكر أنه منذ أكثر من عام، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وفاقمتها تداعيات جائحة كورونا وانفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، في 4 أغسطس/آب الماضي.
الحريري قال أيضاً، إنه على الرئيس عون أن يختصر آلام اللبنانيين ومعاناتهم عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة، وهي الوسيلة الدستورية الوحيدة القادرة على إلغاء مفاعيل اختياره من قبل النواب لرئاسة الجمهورية قبل 5 أعوام، تماماً كما اختاروه رئيساً مطلقاً لتشكيل الحكومة قبل 5 أشهر، وفق قوله.
في حين تنتهي رئاسة عون عام 2022، وتم انتخابه في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016، ضمن صفقة سياسية أوصلت أيضاً الحريري لرئاسة الحكومة.
مضى الحريري قائلاً: "أنتظر منذ أسابيع عديدة اتصالاً هاتفياً من الرئيس، ليناقشني في التشكيلة المقترحة لإصدار مراسيم الحكومة الجديدة".
في انتقاد مبطن، تابع: "فوجئت، كما فوجئ اللبنانيون جميعاً، بالرئيس وهو يدعوني عبر كلمة متلفزة إلى القصر الجمهوري، من أجل التأليف الفوري بالاتفاق معه، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة".
حكومة تصريف الاعمال
ستخلف الحكومة المقبلة حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ.
مطلع مارس/آذار الجاري، هدد دياب بالتوقف عن عمله؛ للضغط نحو تشكيل حكومة جديدة.
منذ 3 أسابيع، يشهد لبنان احتجاجات شعبية تندد بتردي الأوضاع المعيشية وباستمرار تدهور سعر صرف العملة المحليّة.
يذكر أنه للمرة الأولى، تخطى الدولار الواحد، الثلاثاء، عتبة 14 ألف ليرة في السوق الموازية (السوداء)، مقابل 1510 ليرات رسمياً.