دعا خبراء لدى الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، الخميس 18 مارس/آذار 2021، السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن الأستاذ الجامعي الإيراني – السويدي أحمد رضا جلالي المحكوم عليه بالإعدام بتهمة التجسس لصالح إسرائيل والذي باتت "حالته حرجة".
وكالة الأنباء الفرنسية أشارت، الخميس، إلى أن جلالي الذي عمل في معهد كارولينسكا للطب في ستوكهولم، أوقف خلال زيارته إيران في نيسان/أبريل 2016. وتمت إدانته بتهمة التعامل مع جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد).
100 يوم من السجن الانفرادي
قال الخبراء الثمانية في بيان إن "وضع جلالي رهيب فعلاً. لقد أبقي في السجن الانفرادي المطول منذ أكثر من مئة يوم".
أفاد البيان الذي وقعته أيضاً أنييس كالامار المقررة الخاصة حول الإعدامات خارج إطار القضاء، ونيلس ميلتسر المقرر الخاص حول التعذيب، بأن مسؤولي السجن يضيئون زنزانته الصغيرة على مدار الساعة لحرمانه من النوم.
قالوا إن "مشاكل طبية تمنع أحمد رضا جلالي من تناول الطعام بشكل صحيح ما أدى إلى فقدانه الوزن بشكل كبير. وضعه صعب للغاية بحيث يصعب عليه التحدث. نشعر بالصدمة والحزن من سوء المعاملة القاسية بحق جلالي".
أضافوا أن "المعاملة القاسية واللاإنسانية التي تمارسها السلطات" تثير مخاوف لدى الخبراء المكلفين من قبل الأمم المتحدة (علماً بأنهم لا يتحدثون باسم الهيئة الدولية) من أنه قد "يموت قريباً في السجن".
اعتقال وإدانة أحمد رضا جلالي
تمت إدانة أحمد رضا جلالي الذي عمل في معهد كارولينسكا للطب في ستوكهولم، بتهمة التعامل مع جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، وتسليمه معلومات عن خبراء في البرنامج النووي الإيراني، بمن فيهم العالمان ماجد شهرياري ومسعود علي محمدي اللذان تم اغتيالهما بين عامين 2010 و2012.
فيما اتهمت إيران الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بالوقوف وراء سلسلة اغتيالات طالت خمسة علماء بارزين خلال تلك الفترة.
خلال اعتقال أحمد رضا جلالي منحته ستوكهولم الجنسية السويدية في شباط/فبراير 2018 بعد أشهر من تثبيت المحكمة العليا الإيرانية عقوبة الإعدام.
إذ لا تعترف الجمهورية الإسلامية بازدواج الجنسية، وتتعامل مع مواطنيها الذين يحملون جنسية أخرى، على أنهم إيرانيون فقط.
الأمم المتحدة تعتبر اعتقاله "تعسفياً"
في 2017 اعتبرت مجموعة عمل لدى الأمم المتحدة حول الاعتقال التعسفي أنه معتقل بشكل تعسفي وطالبت بالإفراج عنه فوراً. ويقول أحمد رضا جلالي إنه يُعاقب لرفضه التجسس لحساب إيران خلال عمله في أوروبا.
اعتبر خبراء الأمم المتحدة أن السجن الانفرادي المطول لجلالي "ليس حالة منعزلة لكنه إجراء يستخدم بشكل منهجي لمعاقبة المحتجزين والضغط عليهم بما في ذلك للحصول على اعترافات قسرية".
كتبوا في بيانهم: "ليس هناك سوى كلمة واحدة لوصف سوء المعاملة الجسدية والنفسية التي لحقت بجلالي، وهي التعذيب".
خلصوا إلى القول: "نندد بتصرفات السلطات الإيرانية بأشد العبارات وتقاعسها التام رغم دعواتنا المتكررة للإفراج عنه فوراً. الادعاءات الموجهة ضده لا أساس لها على الإطلاق ويجب السماح له بالعودة إلى عائلته في السويد في أسرع وقت ممكن".