عاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليستعرض مهاراته الخاصة، فبعد قدراته البدنية التي لطالما رغب في استعراضها رغم تقدُّمه بالسنّ، ها هو الآن يتفاخر بخفة يديه، مع بقاء الزعيم الروسي، البالغ من العمر 68 عاماً، محصوراً إلى حدٍّ كبير في مقر إقامته، بالقرب من موسكو، طوال فترة الجائحة، تحوَّلَ التلفزيون الروسي إلى الإشادة بقدرة بوتين على منع سقوط أقلام الرصاص من على سطح مكتبه، وذلك حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية.
ونقلت الصحيفة نفسها، في تقرير نشرته الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، تصريحاً لفلاديمير سولوفيوف، مقدِّم برنامج Moscow. Kremlin. Putin التلفزيوني، صرح فيه قائلاً: "هذه لقطاتٌ لطريقة الإمساك بقلمٍ رصاص يتدحرج من على الطاولة". وأظهر الفيديو كيف يمدُّ بوتين يده لمنع قلمٍ رصاص من السقوط على الأرض.
الرئيس الماهر
في وقت سابق، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يُظهِر فيه للأمة صحته وقوته، من خلال تصويره وهو يركب الخيل عاري الصدر عبر البرية في أنهار سيبيريا، وما إلى ذلك.
مقدم البرنامج التلفزي الروسي الشهير (57 عاماً)، صرح في المناسبة ذاتها قائلاً: "كانت ردود فعله رائعة، ومن الواضح أنه في حالةٍ جيِّدة.. مهاراته في فنون الدفاع عن النفس لم تتراجع".
كما سأل ضيفاً عمَّا إذا كان قد حاول تكرار إنجاز الرئيس، ونصحه بممارسة مزيد من التمارين حين اعترف الضيف بأنه لا يستطيع فعل ذلك، كما قال إن بوتين هو الأمهر في رياضة الجودو.
حملة دعائية لبوتين
يُبَثُّ البرنامج، الذي انطلق في عام 2018، بوقت الذروة مساء الأحد، على قناة Rossiya 1 التلفزيونية الحكومية، وقد أشاد في السابق بحبِّ بوتين للأطفال، وبنيته الجسدية، وأشار إلى أن الدببة كانت تخاف من ضابط المخابرات السوفييتية السابق.
بينما شبَّهَت قناة TV Dozhd، وهي قناة معارضة على الإنترنت، برنامج قناة Rossiya 1 بعبادة الشخصية، التي تعود إلى الحقبة السوفييتية. ورغم أن البرنامج أسبوعي، فإنه يختفي أحياناً من جدول العرض، على ما يبدو بسبب ندرة الموارد.
حملة سخرية
في الجهة المقابلة، تعرَّض الفيديو لسخريةٍ واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي. فقال أحد مستخدمي تويتر: "لو لم يمسك بوتين بهذا القلم الرصاص، لكان أحد جنود الناتو قد أمسك به". وقال المدوِّن أوليغ كوزيريف: "حتى قلم الرصاص أراد الابتعاد عن بوتين!".
وقارن النقَّاد ما جاء في البرنامج بالبثِّ الدعائي في كوريا الشمالية أو تركمانستان، الدولة السوفييتية السابقة، حيث يظهر الرئيس بيردي محمدوف بانتظام وهو يرفع الأثقال ويطلق النار على أهدافٍ في ميادين الرماية أو يغني أغاني البوب.
يُذكر أن بوتين يحكم روسيا منذ عام 2000، والتغييرات الأخيرة في الدستور تعني أنه يمكنه البقاء في السلطة حتى عام 2036، وسيكون حينها في الـ83 من عمره. ومع ذلك، فإن الروس منقسمون بشأن ما إذا كان يجب أن يظل في منصبه حين تنتهي ولايته الرابعة في 2024.
ووفقاً لاستطلاع مركز ليفادا المستقل، فإن 48% من الناخبين يرغبون في بقائه بمنصبه الرئاسي، بينما يرغب 41% في تنحيه. ويفقد بوتين الدعم بصورةٍ متسارعةٍ بين الشباب، فقد ارتفعت نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً والذين توقَّفوا عن دعمه خلال العام الماضي، من 31% إلى 46%.