دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، إلى إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي، الذي ظل جامداً منذ أن تم تأسيسه قبل نحو 3 عقود، بسبب خلافات إقليمية، خاصةً نزاع الصحراء بين المغرب والجزائر، وضعف التبادلات التجارية بين البلدان المكونة له، وهي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.
دعوة الرئيس التونسي جاءت خلال مؤتمر صحفي أجراه مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، عقب وصوله إلى طرابلس، إذ وصل سعيد إلى مطار "معيتيقة" الدولي، في وقت سابق الأربعاء، إلى طرابلس، في أول زيارة رسمية لرئيس تونسي إلى ليبيا منذ عام 2012.
تأتي زيارة سعيد بعد منح مجلس النواب الليبي خلال جلسة في سرت، الأربعاء الماضي، الثقة للحكومة التي يرأسها عبدالحميد الدبيبة، بتأييد 132 صوتاً من أصل 133 حضروا جلسة التصويت.
وكان في استقبال سعيد بالمطار رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ونائباه عبدالله اللافي وموسى الكوني.
محاولات إحياء الاتحاد
الرئيس التونسي قال في المناسبة نفسها: "سنعمل معاً على أن يعود اتحاد المغرب العربي لسالف نشاطه باجتماع جديد للدول المكونة له على مستوى وزراء الخارجية، وعلى مستوى القمة".
واتحاد المغرب العربي منظمة إقليمية تأسست عام 1989، بمدينة مراكش بالمغرب، ويتألف من 5 دول تقع بالجزء الغربي من العالم العربي، وهي: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا.
كما يواجه اتحاد المغرب العربي منذ تأسيسه عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية، حيث لم تُعقد أي قمّة على مستوى قادة الاتحاد منذ قمة 1994 التي استضافتها تونس.
التعاون بين البلدين
حول زيارته إلى ليبيا، قال سعيد: "تم الإعداد لهذه الزيارة منذ مدة طويلة، وبقينا نترقب إلى أن يتم انتخاب الحكومة الجديدة، إن شاء الله تكون حكومة مباركة لا على الشعب الليبي فقط بل على المنطقة كلها".
كما لفت إلى أن الطرفين ناقشا جملة من القضايا التي تهم البلدين، والتي تتعلق بالاقتصاد والتعليم والصحة، وتسهيل حركة مرور السلع عبر المعابر.
من جانبه، قال المنفي: "نحن لن ننسى وقفة الشعب التونسي معنا، ونؤكد لسيادة الرئيس على خصوصية العلاقات ووحدة المصير والمستقبل المشترك بين شعبينا وبلدينا".
وأضاف: "سنعمل معاً على إعادة العلاقات لسابق طبيعتها في كافة المستويات".
وليبيا أحد البلدان المهمة في سياسة تونس الخارجية، حيث تجاورها من الغرب، كما يُعد التبادل التجاري أمراً مهماً لاقتصاد البلدين، والذي بلغ 1.2 مليار دينار تونسي (373 مليون دولار) في 2018.
على مدار سنوات عانت ليبيا صراعاً مسلحاً، على خلفية دعم دول عربية وغربية ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، الذي كان ينازع الحكومة المعترف بها دولياً على الشرعية والسلطة في البلاد.
الصحفيان التونسيان بليبيا
في موضوع آخر، حث سعيد السلطات الليبية على البحث والكشف عن الصحفيين التونسييْن الاثنين المختطفين في ليبيا منذ نحو 7 سنوات.
إذ دخل الصحفيان سفيان الشورابي ونذير القطاري، يوم الـ6 من سبتمبر/أيلول 2014، إلى ليبيا للقيام بمهمة صحفية، قبل أن تنقطع أخبارهما منذ الـ8 من الشهر ذاته.
في المناسبة نفسها، أضاف الرئيس التونسي أنه "على يقين من أن الأشقاء في ليبيا سيستغلون كل قرينة وكل عنصر يمكن أن يفيد في هذه القضية؛ للبحث عن الحقيقة التي يريد الجميع معرفتها".