أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد 14 مارس/آذار 2021، حملته الانتخابية من داخل بؤر استيطانية في الضفة الغربية، متعهداً بشرعنتها قانونياً، إن سمحت له نتائج الانتخابات المقبلة بتشكيل حكومة يمينية.
وتشهد إسرائيل انتخابات برلمانية في 23 مارس/آذار الجاري، هي الرابعة خلال سنتين، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية أزمة متراكمة نتيجة فشل حزب الليكود برئاسة نتنياهو، للمرة الثالثة على التوالي، في تشكيل حكومة مستقرة.
فخلال زيارة إلى بؤرة "جفعات هاريل" الاستيطانية في الضفة الغربية، قال نتنياهو، وفقاً لما نشرته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الأحد 14 مارس/آذار 2021: "أقسم لكم إنني إذا تمكنت من تشكيل حكومة يمينية قوية بدون تناوب، فسوف أعتني بالمستوطنات وسأعمل على ترخيص المستوطنات الناشئة (البؤر الاستيطانية)".
بحسب الصحيفة، فقد جاءت تصريحات نتنياهو خلال فعالية لم يُسمح لوسائل الإعلام بنقلها، فيما قالت الصحيفة إنها استعانت بمنتدى البؤر الاستيطانية، الذي التقى ممثلوه نتنياهو ، لنقل تفاصيل الخبر.
أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي ليست حصرية، فقد سبق أن تحدث أيضاً عن دعمه ترخيص البؤر الاستيطانية في خطاب عام نُشر على صفحته على فيسبوك، وكان قد أدلى به في جفعات هاريل ولاحقاً في مستوطنة كفار عتصيون في مجمع غوش عتصيون الاستيطاني.
خطوات حكومية فعلية
وكان نتنياهو قد تعهد بالفعل بدعم ترخيص البؤر الاستيطانية قبل سقوط الحكومة، حيث أيد مبادرة تصدر الحكومة بموجبها إعلان نوايا لشرعنة البؤر الاستيطانية قانونياً، لكن رئيس الوزراء المناوب بيني غانتس لم يدرج هذه المسألة في أجندة الحكومة.
وكان منتدى المستوطنات الناشئة ومجلس "يشع" قد أقاما خيمة احتجاج أمام مكتب نتنياهو في الأسابيع الأخيرة لإدارة ترامب على أمل ضمان تمرير المبادرة، حتى إن بعض المستوطنين أضربوا عن الطعام.
وفي حالة وفاء نتنياهو بتعهده بشرعنة البؤر الاستيطانية، فستنشأ مشكلات مع إدارة بايدن، التي تعارض مثل هذه الخطوة.
بؤر استيطانية
يدور الخلاف حول ما يقرب من 165 بؤرة استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، منها حوالي 100 تم بناؤها في الفترة بين 1991 و2005 و65 أخرى شيدت، عن طريق الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقوة، وحكم الأمر الواقع، في السنوات الثماني الماضية خلال فترة حكم نتنياهو.
على أن 41 بؤرة من هذه البؤر الاستيطانية الجديدة عبارة عن معسكرات للرعي، تهدف لتثبيت الأقدام على الأرض عن طريق الزراعة ورعي الحيوانات، أما البؤر الاستيطانية المتبقية فأُقيمت لتصبح قرى وليدة في نهاية المطاف.
ووفقاً لحركة Peace Now الإسرائيلية اليسارية، تمت شرعنة حوالي 15 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية لتصبح أحياء جديدة في مستوطنات قائمة أثناء وجود نتنياهو في السلطة، وتوجد 10 مستوطنات أخرى قيد التقنين.
ويركز منتدى المستوطنات الناشئة على 70 بؤرة استيطانية يريد شرعنتها لتصبح أحياء جديدة في مستوطنات قائمة أو مستوطنات جديدة.
وكان جميع خصوم نتنياهو من اليمين قد تعهدوا بدعم البؤر الاستيطانية، ومن ضمنهم زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر، ونفتالي بينيت زعيم حزب يمينا وبتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهاينة المتدينين.
يُشار إلى أن مشروع شرعنة البؤر الاستيطانية عاد إلى الواجهة بعد أن توقف العمل على خطة ضم الضفة الغربية والتي كان مخططاً لها في يوليو/تموز العام الماضي، بدعم من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولكنها جُمدت تحت ضغط دولي.