قالت سلطنة عمان إنها حجبت التطبيق الصوتي "كلوب هاوس"، اليوم الأحد 14 مارس/آذار 2021، لعدم حصوله على الترخيص المناسب، لكن بعض النشطاء وصفوا الخطوة بأنها انتقاص جديد من حرية التعبير في البلاد.
وفيما لم تعلّق الحكومة بشكل رسمي على الخبر، الذي تداوله نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي منذ صباح الأحد، إلا أن هيئة تنظيم الاتصالات أكدت ذلك في وقت لاحق، قائلة إن حظر التطبيق تم "لعدم حصوله على تصريح من الهيئة".
حيث قالت هيئة تنظيم الاتصالات بسلطنة عمان إن "جميع التطبيقات المعنية بالاتصالات أو استخدامات الاتصال المرئي عبر الإنترنت يجب أن تحصل على تصريح من الهيئة"، مشيرة إلى أن وقف تطبيق كلوب هاوس يرجع إلى أنه غير مرخص محلياً.
تفاعل على مواقع التواصل
في غضون ساعات النهار، أصبح وسم "عمان تحظر كلوب هاوس" من بين أكثر الوسوم تداولاً بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي في السلطنة، حيث نشر الكثير من العمانيين لقطات للشاشة تظهر فيها صفحة التطبيق وعليها رسالة تفيد بحدوث خطأ.
فيما قالت الجمعية العمانية لحقوق الإنسان في بيان "الحكومة العمانية تتخذ من حكومة الصين الديكتاتورية مثلاً أعلى، وتحظر "كلوب هاوس" الذي يستخدمه العمانيون كمساحة للتعبير عن آرائهم بحرية دون رقابة حكومية".
من جانبه، قال الكاتب العماني زكريا المحرمي على تويتر "أتمنى أن يكون تعليق برنامج الكلوب هاوس في عمان ناتجاً عن مشكلة تقنية وليس قراراً بالحظر".
وتابع قائلاً "منع الناس من الحديث والاستماع إلى الآراء الأخرى لا يحصّن المجتمعات، بل يزيد من احتقانها ويدفعها إلى هاوية الفوضى والصدام".
كما عبّر مغرّدون عمانيون عن استيائهم من توقف التطبيق الجديد الذي تغلب عليه النقاشات الجادة، متسائلين عن أسباب ذلك، وطالبوا هيئة تنظيم الاتصالات بتقديم مبررات عن هذا التوقف.
وأشار مغردون إلى أن "العهد الجديد" كفل حرية الرأي والتعبير وفق حدود القانون، وأن حجب التطبيق يمثل ضربة للحريات في السلطنة.
ومع ذلك، وجدت غرفة صوتية عمانية بعنوان "صامدون رغم الحظر"، في إشارة واضحة إلى لجوء العمانيين إلى تطبيقات "VPN" التي تتيح الوصول إلى المواقع والتطبيقات المحجوبة.
تطبيق ينال شعبية واسعة
وطُرح تطبيق كلوب هاوس، ومقره سان فرانسيسكو، في أوائل 2020، وارتفع عدد مستخدميه على مستوى العالم بعد أن أجرى الملياردير إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، وفلاد تينيف الرئيس التنفيذي لشركة روبن هود مناقشة مفاجئة عبر منصة التطبيق.
حيث لاقى التطبيق شعبية في الدول العربية، حيث تسيطر الحكومات سيطرة مباشرة على وسائل الإعلام، ويواجه أصحاب الآراء الناقدة خطر الاعتقال.
لكن التطبيق واجه انتقادات بسبب تقارير عن انتشار آراء انطوت على كراهية النساء ومعاداة السامية، ومعلومات كاذبة عن كوفيد-19 على منصته، رغم وجود قواعد ضد العنصرية وخطاب الكراهية وإساءة المعاملة والمعلومات الكاذبة.
ويقول التطبيق إنه يستثمر في أدوات لرصد ومنع الانتهاكات وفي خواص للمستخدمين، الذين يمكنهم وضع قواعد لغرف المناقشات لإدارة الحديث.