سلالتان من كورونا في مريض واحد! دراسة برازيلية تكشف عن تطورات للطفرات الجديدة من الفيروس

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/12 الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/12 الساعة 17:01 بتوقيت غرينتش
كورونا في البرازيل

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون برازيليون، عن حالتين لأشخاص أصيبوا بتحوّرين مختلفين من كورونا في وقتٍ واحد، ويتعلق الأمر بنساء في الثلاثينيات من عمرهن، عانين أعراضاً شبيهة بالإنفلونزا الخفيفة إلى المعتدلة من دون أعراض شديدة أو نقل إلى المستشفى، وذلك وفق ما نقلته شبكة CNN الأمريكية، الجمعة 12 مارس/آذار 2021.

حسب المصدر نفسه، فإنه في إحدى الحالات، كان التحوُّران المرصودان ينتشران في البرازيل منذ بدء الجائحة، وفي الحالة الأخرى، أُصيبت السيدة في وقتٍ واحد بسلالةٍ قديمة من الفيروس مع تحوّر P.2 المكتشف للمرة الأولى في ريو دي جانيرو.

أثارت مخاوف جديدة

ستظهر النتائج، المبنية على تحليل التسلسل الجيني لـ92 عينة مأخوذة من ولاية غراندي دو سول بالبرازيل، في نسخة أبريل/نيسان من دورية Virus Research العلمية.

وفقاً للدراسة، تُثير العدوى المزدوجة احتمالية إعادة تركيب جينومات السلالات المختلفة، مما قد يُولّد تحوّرات جديدة من فيروس كورونا.

في السياق نفسه، قال مؤلفو الدراسة إنه "رغم قلة عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا للمرة الثانية، فإن احتمالية العدوى المشتركة تُضيف عاملاً جديداً إلى التفاعلات المعقدة بين أجهزة الاستجابة المناعية وطفرات بروتين الحسكة الخاص بفيروس سارس-كوف-2".

عمال الصحة في البرازيل لقاح كورونا
عمال الصحة في البرازيل يوجهون صعوبات أثناء تطعيم السكان الأصليين ضد كورونا/رويترز

تأتي الأنباء في ظل الموجة الثانية التي أغرقت البرازيل في أزمةٍ جديدة، حيث سجلت البلاد 2.233 حالة وفاة بكوفيد-19، يوم الخميس الـ11 من مارس/آذار، و272.889 حالة وفاة بسبب الفيروس منذ بدء الجائحة.

كما اقتربت وحدات العناية المركزة والمستشفيات حول البلاد من بلوغ قدرتها الإجمالية، بينما يدعو حكام الولايات ومسؤولو الصحة ورؤساء البلديات إلى مزيد من التدابير التقييدية لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

تحذير أممي

قبل أيام، حذَّر كبار مسؤولي منظمة الصحة العالمية، البرازيل من تخفيف القيود بخصوص انتشار وباء كورونا، معتبرين أن البلاد ستتحول إلى مصدر أول للوباء في أمريكا، مشددين على أن وصول لقاحات كوفيد-19 يجب ألا يشجع الدول على تخفيف جهودها في مكافحة الجائحة. 

كبير خبراء الطوارئ بالمنظمة مايك رايان، قال في إفادة صحفية عبر الإنترنت: "ستتعرض الدول مجدداً لموجتين ثالثة ورابعة إذا لم تتوخَّ الحذر".

إذ سجلت الوفيات بسبب كورونا في البرازيل رقماً قياسياً هذا الأسبوع، ويوشك نظام مستشفياتها على الانهيار، ويعود السبب في هذا جزئياً إلى سلالة متحورة أكثر عدوى رُصدت لأول مرة هناك.

كما أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية، أن أعداد المصابين بكوفيد-19 ارتفعت بعد هبوط، على مدى ستة أسابيع، على الرغم من تسليم ملايين الجرعات من اللقاحات في الأسابيع الأخيرة.

كبير خبراء المنظمة قال في المناسبة ذاتها، إن "الوقت الآن ليس مناسباً للبرازيل أو أي دولة أخرى لتخفيف (جهود المكافحة)… وصول اللقاحات هو لحظة تبعث على أمل كبير، لكنها قد تكون لحظة يمكن أن نفقد فيها التركيز".

من جانبه، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الوباء في البرازيل بأنه "مثير جداً جداً للقلق"، وحذّر من انتشار إقليمي محتمل.

وقال: "إذا لم تكن البرازيل جادة، فستستمر في إصابة كل الدول المجاورة هناك وغيرها بالعدوى".

أسوأ دولة في التعامل مع الفيروس تهدد العالم

في حديث له مع صحيفة The Guardians البريطانية، نُشر الخميس 4 مارس/آذار 2021،  حذَّر ميغيل نيكوليليس، أحد كبار علماء البرازيل، وعالِم الأعصاب بجامعة ديوك، من أنَّ تفشي كوفيد، المستشري في البرازيل، أصبح تهديداً عالمياً يهدد بخلق سلالات جديدة أكثر فتكاً، كما طالب المجتمعَ الدولي بمساءلة الحكومة البرازيلية حول فشلها في احتواء جائحة أودت بحياة أكثر من ربع مليون برازيلي.

قال نيكوليليس، الذي قضى معظم العام الماضي معزولاً في شقته بالجانب الغربي من مدينة ساو باولو: "يجب على العالم أن يتحدث أكثر عن الخطر الذي تشكله البرازيل في حربها ضد الجائحة. ما الفائدة من حل الجائحة في أوروبا أو الولايات المتحدة إذا ظلت البرازيل أرضاً خصبة لهذا الفيروس؟".

في المناسبة نفسها، اعتبر العالم البرازيلي أن المشكلة لا تكمن فقط في كون البرازيل، التي رفض رئيسها اليميني المتطرف جاير بولسونارو مراراً وتكراراً جهود مكافحة مرضٍ يسميه "الإنفلونزا البسيطة"، "أسوأ دولة في العالم تعاملاً مع الجائحة. وإذا سمحت للفيروس بأن يتكاثر بالمستويات التي نشهدها حالياً هنا، فأنت تفتح الباب أمام حدوث طفرات جديدة وظهور سلالات أكثر فتكاً".

تحميل المزيد