أعلن المبعوث الشخصي للرئيس التركي إلى العراق، فيصل إيروغلو، أن بإمكان بلاده القيام بوساطة في أزمة ملف سد النهضة، الذي شهد تصعيداً دبلوماسياً مؤخراً بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، خاصة أن الأخيرة تصر على ملء السد دون اتفاق مع الأطراف الأخرى.
أضاف إيروغلو، في لقاء متلفز، الأربعاء 10 مارس/آذار 2021، على قناة "الجزيرة مباشر" الفضائية، أن بإمكان بلاده "القيام بوساطة في أزمة ملف سد النهضة شريطة عدم تدخل الدول الغربية لأن ذلك قد يقود إلى عدم المصالحة".
كما تابع المسؤول التركي أن سد النهضة قضية تقنية ولدى بلاده الكثير من الخبراء الذين يمكنهم المساعدة في حلها.
عودة الاتصالات الدبلوماسية بين تركيا ومصر
تصريحات المسؤول التركي بخصوص سد النهضة سبقت ما كشف عنه وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الجمعة 12 مارس/آذار، من كون بلاده استأنفت اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، دون أي شروط مسبقة.
أوغلو قال، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام تركية، إنه في حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فستقابلها أنقرة بالمثل، والأمر ذاته ينطبق على الإمارات، وأكد الوزير التركي أن لدى أنقرة "اتصالات مع مصر، سواء على مستوى الاستخبارات أو وزارة الخارجية".
كما قال تشاويش أوغلو، في وقت سابق، إن تركيا ومصر قد تتفاوضان على ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط إذا سمحت العلاقات بينهما بمثل هذه الخطوة.
كانت مصر قد أعلنت، الشهر الماضي، عن طرح مزايدة للتنقيب عن النفط والغاز في 24 منطقة، بعضها بالبحر المتوسط، فيما قال أوغلو، في مؤتمر صحفي بأنقرة، إن عروض التنقيب التي طرحتها مصر احترمت الجرف القاري لتركيا، وإن أنقرة نظرت إلى هذا الأمر نظرة إيجابية.
كما أضاف تشاويش أوغلو: "كدولتين تملكان أطول ساحلين في شرق المتوسط، إذا سمحت ظروف العلاقات بيننا، يمكننا كذلك التفاوض على اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع مصر وتوقيعه".
مصر متمسكة باتفاق قبل ملء "سد النهضة"
فقد أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للاتحاد الإفريقي، الخميس 11 مارس/آذار، تمسك بلاده بإبرام اتفاق قبل الملء الثاني لـ"سد النهضة" الإثيوبي "حفاظاً على الاستقرار الإقليمي".
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه السيسي، مع فيليكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، حسب بيان للرئاسة المصرية.
كما أوضح بيان الرئاسة المصرية أن السيسي أكد خلال الاتصال "الموقف المصري الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد قبل موسم الأمطار المقبل (يبدأ يوليو المقبل)".
أرجع هذا الموقف إلى "حفظ حقوق دول المصب المائية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي". وأكد السيسي دعم مصر للمقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية تحت رئاسة الاتحاد الإفريقي للتوسط في تلك القضية.
يأتي اتصال الرئيس المصري، بعد وقت قصير من مباحثات حول السد أجراها الخميس في القاهرة مع رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، الذي يزور مصر حاليا، بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية.