قال عمر جليك، متحدث "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، مساء الثلاثاء 9 مارس/آذار 2021، إن "هناك أواصر قوية للغاية مع الدولة المصرية وشعبها تعود لتاريخ قديم"، مشيراً إلى أهمية الشراكة التاريخية بين مصر وتركيا.
جاء ذلك في رد من جليك على سؤال حول العلاقات مع مصر، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الحزب الحاكم في العاصمة أنقرة؛ خلال اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان.
جليك قال إنه بدون الشركة التاريخية بين مصر وتركيا "لا يمكن كتابة تاريخ المنطقة، ولا إفريقيا ولا الشرق الأوسط ولا البحر المتوسط"، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول التركية الرسمية.
وحول تعثر العلاقات الدبلوماسية مع مصر، قال المتحدث: "سبق أن تم التعبير بوضوح عن القلق بشأن مستقبل الشعب المصري وإرساء الديمقراطية والموقف السياسي من هذه القضية".
كذلك أشار جليك إلى أن هناك وضعاً جديداً في البحر المتوسط، ليس فقط فيما يتعلق بقضية الغاز، موضحاً ذلك بقوله: "فبعد أن ظهرت الأزمة السورية استقرت السفن الحربية لجميع دول العالم في المتوسط، وزاد الأمر أكثر بعدما ظهرت قضية ليبيا".
في السياق ذاته، اعتبر جليك أن لدى تركيا أرضية مع مصر يمكن من خلالها تناول هذه الأمور معها، مضيفاً: "لكن كما قلت، تركيا لم تتخل بأي شكل عن موقفها السابق القائم على المبادئ (..) غير أن ضرورات الحديث بشأن التطورات التي تشهدها المنطقة تقتضي مثل آليات الحوار تلك، لكن هذا بالطبع منوط بأن يكون نفس النهج متبادلاً".
وانطلاقاً من الموقف التركي الرافض للانقلابات باعتبارها خياراً غير ديمقراطي، عارضت أنقرة الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي، أول رئيس مصري مدني منتخب عام 2013، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، لكن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما استمرت بشكل طبيعي.
تأتي تصريحات جليك بعد 3 أيام من قول وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنه يثمّن احترام مصر للجرف القاري التركي خلال أنشطتها للتنقيب في شرقي المتوسط، معتبراً ذلك تطوراً هاماً، وملمحاً إلى احتمال إبرام اتفاق قريب بين القاهرة وأنقرة.
كذلك فإن ما قاله أكار جاء بعد تأكيد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن هنالك إمكانية للتفاوض مع مصر بشأن مناطق الصلاحية البحرية، وتوقيع اتفاق معها بهذا الخصوص.
انتقاد للجامعة العربية
في سياق آخر، شدد جليك على أن البيان الصادر ضد تركيا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب "غير صائب"، مضيفاً: "جميع القرارات المتخذة بخصوص تركيا بلا سند".
وقال المتحدث إنه "لا يوجد مبرر لعرض ما قامت به تركيا في إطار حقها بمكافحة الإرهاب وحماية أمنها القومي، على أنه هجوم على الدول العربية وسيادة الأراضي العربية، والحقيقة أن كافة الدول العربية الموقعة على القرار (البيان) تعرف ذلك جيداً".
كذلك اعتبر جليك أن تركيا دائماً ما تدافع عن سيادة الدول العربية وسلامتها ووحدة أراضيها، واستدرك قائلاً: "لكن حينما يستهدفنا هجوم إرهابي من أي جار لنا، وكان هذا الجار عاجزاً كدولة لها سيادة عن القضاء على تلك العناصر الإرهابية، ولم يرد كما ينبغي على هذه الهجمات التي تستهدف تركيا، فبذلك بات تدخلنا أمراً لا مناص منه".
وكانت الجامعة العربية أدانت -في بيانها الختامي للاجتماع الوزاري الأربعاء الماضي في القاهرة- ما وصفته بـ"التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية"، وطالبت أنقرةَ بسحب قواتها من سوريا وليبيا والعراق، ودعتها إلى "الكفّ عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تقويض بناء الثقة وتهديد أمن واستقرار المنطقة".