ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، الإثنين 8 مارس/آذار 2021، متجاوزة 70 دولاراً للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ تفشي جائحة فيروس كورونا، بينما لامس الخام الأمريكي أعلى مستوى فيما يزيد على عامين، وذلك في أعقاب تعرُّض منشآت سعودية لهجمات من الحوثيين.
وكالة رويترز قالت إن عقود برنت تسليم مايو/أيار بلغت 71.38 دولار للبرميل في التعاملات الآسيوية المبكرة، وهو أعلى مستوى منذ الثامن من يناير/كانون الثاني 2020، وبحلول الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش سجلت 70.96 دولار للبرميل، مرتفعة 1.60 دولار بما يعادل 2.3%.
وخام برنت، أو ما يُعرف بمزيج برنت "Brent Crude"، هو المزيج الأوسع انتشاراً في عقود النفط العالمية، وهو خام نفطي يُستخدم كمعيار لتسعير ثلثي إنتاج النفط العالمي، خاصة في الأسواق الأوروبية والإفريقية.
بالموازاة مع ذلك، صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم أبريل/نيسان 1.47 دولار، أو 2.2%، مسجلاً 67.56 دولار، ولامس عقد أقرب استحقاق 67.98 دولار في وقت سابق، أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018.
يعتبر خام غرب تكساس أو ما يُسمى West Texas Intermediate (WTI)، خاماً خفيفاً يُستخرج من آبار النفط في الولايات المتحدة فقط، ويُنقل عبر أنابيب، وهو ما يعني وجود عوائق لوصوله إلى موانئ الشحن، وبالتالي إلى روابط النقل العالمية.
من جانبهم، قال المحللون لدى "آي.إن.جي"، في تقرير: "نتوقع المزيد من الصعود في السوق على المدى القصير، لاسيما أنه من المرجح أن تحتاج السوق الآن إلى تسعير، علاوة على مخاطر مع تزايد وتيرة الهجمات"، مشيرين إلى أن هذا هو الهجوم الثاني في الشهر الجاري عقب هجوم استهدف جدة في الرابع من مارس/آذار.
الهجمات على السعودية
كانت قوات جماعة "الحوثي"، المدعومة من إيران، قد أطلقت أمس الأحد طائرات مسيّرة وصواريخ صوب قلب صناعة النفط بالسعودية، مستهدفة مرافق، من بينها منشأة حيوية لصادرات البترول تابعة لشركة أرامكو السعودية في رأس تنورة.
وصفت الرياض ضربات الحوثيين بأنه هجوم فاشل على أمن إمدادات الطاقة العالمية، وقالت وزارة الطاقة السعودية إن ساحة لتخزين النفط في رأس تنورة، حيث توجد مصفاة نفط وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، هوجمت بطائرة مسيّرة قادمة من جهة البحر.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع السعودية إنه تم اعتراض الطائرة المسيّرة المفخخة وتدميرها قبل وصولها إلى هدفها، مضيفةً أن شظايا صاروخ باليستي سقطت بالقرب من مجمع سكني في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية، مشيرة إلى أن الهجمات لم تسفر عن ضحايا أو خسائر في الممتلكات.
كان التحالف الذي تقوده السعودية قد أعلن، أمس الأحد، اعتراض 12 طائرة مسيرة مفخخة دون أن يحدد الأماكن المستهدفة في المملكة، وكذلك اعتراض صاروخين باليستيين أُطلقا باتجاه مدينة جازان.
من جانبه، قال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إن "الجماعة أطلقت 14 طائرة مسيرة وثمانية صواريخ باليستية عبر الحدود في عملية واسعة في عمق المملكة العربية السعودية".
وكثف الحوثيون هجماتهم على السعودية عبر الحدود في الآونة الأخيرة، فيما تسعى الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار لإحياء مفاوضات سياسية متعثرة تهدف إلى إنهاء الحرب.