قالت صحيفة The Tımes البريطانية، الأحد 7 مارس/آذار 2021، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه ضغوطاً من أجل الدفع لإنقاذ ولي العهد السعودي السابق، الأمير محمد بن نايف الذي يعيش تحت أعين السلطات، مشيرةً إلى أنه تعرض للتعذيب عندما كان في محبسه وسط الصحراء بالمملكة.
إعادة تقييم العلاقات مع السعودية
الصحيفة أشارت إلى أن بن نايف هو حليف رئيسي للولايات المتحدة، وقالت إنه يقاسي ظروفاً صعبة، بعد أن حبسه الأمير محمد بن سلمان، بعدما انتزع منه ولاية عهد المملكة قبل سنوات.
تأتي الضغوط على بايدن بعدما قررت إدارته، نشر تقرير استخباراتي أمريكي حول مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول في تركيا، وأشار التقرير إلى أن الأمير محمد وافق على اعتقال أو قتل خاشقجي.
كذلك فإن هذه الضغوط تتزامن مع عزم الإدارة الأمريكية الجديدة إعادة تقييم العلاقات الوثيقة بين واشنطن والرياض.
كان قد أُلقي القبض على نايف، الذي ابتعد عن الحياة العامة عام 2017 بعد تولي محمد بن سلمان السلطة، قبل عام من ذلك، وزُج به في معسكر صحراوي اعتاد اصطحاب المسؤولين الزائرين إليه للتحدث والنوم في العراء.
بحسب روايات المطلعين على القضية، فقد وُضع الأمير محمد بن نايف البالغ من العمر 61 عاماً، في الحبس الانفرادي لمدة ستة أشهر وتعرض للتعذيب.
خلال هذه المدة، خسر الأمير أكثر من 38 كغم، وبدا مصاباً بجروح في قدميه، وقالت مصادر نقلت عنها الصحيفة البريطانية، إن بن نايف كان يتحرك بسهولة، وأصبح لا يمكنه المشي إلا متكئاً على عصا.
في السياق ذاته، قال شخص مطلع على الوضع: "يشعر كثيرون بقلق عميق بعد التقارير التي تفيد باعتلال صحته وتعرضه لسوء المعاملة على أيدي السلطات".
مطالب للأمير نايف بدفع الأموال
وفي سبتمبر/أيلول 2020، نُقل بن نايف من الحبس الانفرادي إلى قصر مهجور، حيث لا يزال تحت حراسة مشددة، ورغم السماح بالزيارات العائلية، فلم يُسمح له بمقابلة محاميه وطبيبه.
من جانبها، قالت مصادر مقربة من بن نايف، المعروف بـ"السعودي المفضل لدى أمريكا"، إن أرصدته، رغم أنها كبيرة، فليست إلا جزءاً بسيطاً من مبلغ الـ 11 مليار دولار الذي تطالبه السلطات به، وقد نفى حلفاء الأمير نفياً قاطعاً سرقته الحكومة، وزعموا أنهم يتعرضون لهجوم من بن سلمان بدوافع سياسية.
يُعتقد أن هذا المبلغ يمثل الميزانية الإجمالية الممنوحة لوزارة الداخلية خلال فترة من الوقت أثناء عمله هناك.
من جانبهم، يعتقد أصدقاء بن نايف أن الولايات المتحدة لا تضغط بما يكفي على الرياض لمساعدته، حيث يقول جون برينان، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سابقاً: "لا أعتقد أن إدارة بايدن اتخذت الخطوات اللازمة. لقد أصدروا هذا التقييم الاستخباراتي عن مقتل خاشقجي قائلين إن أحدهم مسؤول. لكنهم لم يحاسبوا محمد بن سلمان شخصياً".
كذلك يحاول بعض أصدقاء بن نايف في الغرب، الضغط على السعودية للإفراج عنه، وقال مصدر مطلع على الوضع إن "شخصيات بارزة في لندن والعاصمة تشعر بأن الغرب مدين لبن نايف بامتنان عميق" بعد مساعدته في إحباط مؤامرات إرهابية.
بدوره، قال بروس ريدل، الباحث البارز في معهد بروكينغز للأبحاث الذي قضى 30 عاماً في المخابرات الأمريكية وقابل نايف عدة مرات: "أعلم أنه يسود في أجهزة الاستخبارات الأمريكية ومكافحة الإرهاب شعور بأننا مدينون لهذا الرجل بمحاولة مساعدته. وأعتقد أنهم يريدون العمل سراً، خلف الكواليس لمحاولة إخراجه من السجن وإعادته إلى مكان يمكنه الوصول فيه إلى الأطباء وما شابه".