أعلنت الصين، السبت 6 مارس/آذار 2021، تفشي حمى الخنازير الإفريقية في إقليمين كبيرين بالبلاد، هما سيشوان وخبي، اللذان يشتهران بإنتاج لحوم الخنازير، إذ قالت وزارة الزراعة والشؤون الريفية في بيان، إن التفشي قضى على 38 خنزيراً في مزرعة بإقليم سيشوان، أكبر منتِج للحوم الخنازير في الصين.
مؤشرات مقلقة
وتعتبر الصين أكبر منتج ومستهلك للحوم الخنازير في العالم، كما قضى تفشٍّ لمرض حمى الخنازير الإفريقية على نحو نصف ثروة البلاد من الخنازير عام 2019، وسبق أن أعلنت بكين أيضاً عن تفشٍّ آخر للمرض في الأسبوع الماضي، بإقليم يونان بجنوب غربي البلاد.
أما في إقليم خبي، فقد تم رصد المرض في حافلة كانت تنقل خنازير بصورة غير مشروعة من إقليم آخر، وقد تم رصد 10 خنازير مصابة من أصل 165، نفق منها نحو خمسة.
هذه الحمى أدت إلى نفوق 38 خنزيراً من أصل 127 في محافظة سيشوان، التي تعتبر كبرى المحافظات الصينية إنتاجاً للخنازير.
مخاوف عالمية
فقد أظهرت دراسة صينية نُشرت الإثنين 29 يونيو/حزيران 2020، أن مزارع الخنازير في الصين تتميز بخصائص تزيد من خطر تفشي وباء جديد، وذلك بعد أن أثارت سلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير ظهرت في الصين، قلقاً بين العلماء، الذين يقولون إن لها خصائص معينة تمنحها إمكانية التحول لجائحة.
وتلتقط الخنازير بشكل روتيني أشكالاً من الإنفلونزا (يوجد في الصين ما يقرب من نصف الخنازير بالعالم)، لكنها في الغالب ليست مشكلة كبيرة، لأن الفيروسات عادة لا تنتقل إلى الناس. ولكن ليس هو الحال مع أكثر السلالات التي تصيب الخنازير بالصين منذ عام 2016 والتي أطلق عليها اسم G4 EA H1N1 في السنوات الماضية، إذ قفز حاجز الإصابة بهذا الفيروس إلى العشرات من البشر. وأظهر بحث جديد نُشر في 29 يونيو/حزيران، نشرته "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، أن الفيروس يمكن أن يتكاثر في الخلايا المبطنة لمجرى التنفس لدى البشر، ويمكن أن ينتقل بكفاءة بين "النمس"، وهو حيوان يُستخدم لدراسة فيروسات الإنفلونزا.
وأثارت مقالة المجلة العلمية الأمريكية "Pnas" المخاوف من الفيروس الذي يحمل معه سيناريو كارثياً، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى دعوة المجتمع العلمي إلى "عدم التهاون"، وأثار قلقاً كبيراً لدى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي دعا إلى رصد هذا الخطر الناشئ والاستعداد له جيداً.
الصين والفيروسات
في الفترة الأخيرة، ارتبطت الصين بانتشار العديد من الفيروسات والأوبئة، على غرار نيباه، و"SFTS"، إضافة إلى فيروس كورونا المستجد، الذي تحوَّل إلى جائحة عالمية.
بخصوص كورونا، فقد تم تسجيل أولى حالات الإصابة في إقليم ووخان، في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2019، ومنذ ذلك الحين أودى كورونا بحياة بأكثر من 2.3 مليون شخص حول العالم، فيما لم تجرَ التحقيقات الدولية حتى شهر يناير/كانون الثاني 2021.
في السياق نفسه، تتعرض بكين لانتقادات لاذعة وتهم بعدم التعاون مع منظمة الصحة العالمية من أجل معرفة أصل هذا الفيروس، وفك أسراره.