هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، السبت 6 مارس/آذار 2021، بالامتناع عن تأدية مهام منصبه؛ للضغط على السياسيين لتشكيل حكومة جديدة، وذلك في كلمة متلفزة له، حذَّر فيها من بلوغ الاحتقان والغضب لدى اللبنانيين درجات لا يمكن تحمُّلها، وذلك في ظل غياب أي أفق لحل أزمة سياسية واقتصادية خانقة بالبلد.
واستقالت حكومة دياب إثر انفجار بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020، والذي دمر قطاعات واسعة من العاصمة بيروت، كما جرى تكليف سعد الحريري برئاسة الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول، لكنه لم ينجح بعد في تشكيل حكومة جديدة، بسبب أزمة سياسية مع الرئيس ميشال عون.
على حافة الانفجار
في المناسبة نفسها، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إن البلد قد بلغ فعلاً حافة الانفجار، من جرّاء "الانهيار والخوف من عدم إمكانية حمايته من الأخطار".
وأضاف في المناسبة ذاتها قائلاً: "إذا كان الاعتكاف يساعد في تشكيل الحكومة فأنا جاهز له رغم أنه يخالف قناعاتي"، مشيراً إلى أن ذلك قد يعطل الدولة برمتها ويضر اللبنانيين بشدة.
حسان دياب شدد أيضاً على أنه لا يمكن القيام بأي إصلاحات في لبنان دون تشكيل حكومة جديدة، مشدداً على أن الشعب اللبناني لم يعد قادراً على تحمُّل مزيد من الضغوط.
الشارع يغلي
يأتي هذا في الوقت الذي شهدت فيه عدة مدن لبنانية، الجمعة، احتجاجات شعبية لليوم الرابع على التوالي، تنديداً بسوء الأوضاع المعيشية وتراجع قيمة العملة المحلية "الليرة".
حسب ما ذكرته وكالة "الأناضول"، فقد أغلق مئات المحتجين 10 طرق بكل من العاصمة بيروت، ومدن طرابلس (شمال) وصيدا (جنوب) والبقاع (شرق).
كما عمد المحتجون إلى إحراق الإطارات المطاطية بتلك الطرق؛ ما تسبب في وقف حركة السير عبرها.
كما شهدت تلك المدن تهافتاً كبيراً على شراء الاحتياجات والمواد الغذائية المدعومة (الحليب، الزيت وغيرهما)، وفق الشهود.
وفي السياق، ندد عشرات المحتجين في البقاع بـ"السياسات التي تسببت في تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وارتفاع سعر صرف الدولار"، وفق الوكالة الرسمية.
ومنذ الثلاثاء الماضي، عادت الاحتجاجات إلى شوارع لبنان، وسط هبوط العملة المحلية إلى أدنى مستوى، لتلامس للمرة الأولى حاجز 10 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء.
بينما لا يزال السعر الرسمي للدولار عند 1510 ليرات، والدولار المدعوم 3900 ليرة.
حكومة معطلة
وبسبب خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة حسان دياب، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في 4 أغسطس/آب 2020.
كما يعاني لبنان استقطاباً سياسياً حاداً وأزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، فاقمتها تداعيات جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت.
بداية الأسبوع الجاري، دعت الأمم المتحدة قادة لبنان إلى الإسراع بتشكيل حكومة والقيام بالإصلاحات الهيكلية؛ لمعالجة الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغاريك، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
وأضاف دوغاريك: "أعتقد أنه من الضروري أن نجدد دعوتنا للقيادة اللبنانية إلى تشكيل حكومة دون تأخير؛ للاستجابة لاحتياجات الشعب والقيام بالإصلاحات الهيكلية، لمعالجة الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور".